هل يسبب التعرض للجو البارد الاصابة بالانفلونزا ونزلات البرد؟ – الرأي العلمي
لماذا قد يعرض البعض أنفسهم للبرد الشديد “الصقيع”؟
أحيانا نري مقاطع مصورة لأشخاص يغمرون انفسهم في بحيرات ذات أسطح متجمدة، أو يتعرضون للصقيع والجو البارد دون ارتداء ملابس مناسبة، فهل يعتبر ذلك سببا مباشرا للاصابة بالانفلونزا وفيروسات البرد؟
ولماذا يفعلون ذلك؟
الحقيقة العلمية هي أن الطريقة الوحيدة للاصابة بالانفلونزا ونزلات البرد هي التعرض للعدوي بالفيروسات التي تسببها.
تكون الانفلونزا اشد حدة من نزلات البرد، وبينما يكون السبب وراء الانفلونزا هو فيروس الانفلونزا فإن ما يسبب نزلات البرد هي فيروسات متعددة منها فيروس رينو وفيروس ادينو.
ويكون مصدر العدوى إما شخص تظهر عليه اعراض العدوي التنفسية أو شخص لا تظهر عليه الاعراض ويبدو طبيعيا (بحسب الدراسات العلمية 20-30% من المصابين بالانفلونزا لا تظهر عليهم أي أعراض).
وفي حالة عدم وجود مصدر العدوى أو عدم وصول الفيروس للشخص السليم فإن التعرض للبرد مهما كانت درجته لن يكون كافيا للاصابة بالانفلونزا ونزلات البرد.
وذلك ما أكدته الدراسة الشهيرة المنشورة عام 1979 في جورنال نيواجلاند الطبي NEJM والتي وضحت خطأ المعتقدات السائدة التي كانت تربط بين التعرض للجو البارد والانفلونزا ونزلات البرد.
تأثير التعرض للجو البارد على الجسم..
يتفق العلماء على أن التعرض للجو البارد ليس له علاقة مباشرة بالاصابة بالانفلونزا والبرد إلا أن الباحثين لا زالوا يرون التعرض للبرد كعامل يزيد احتمالات العدوي بفيروسات البرد والانفلونزا.
ونظريتهم في ذلك تعتمد علي أن الهواء البارد والجاف يؤثر سلبا على الأغشية المخاطية المبطنة للانف والمسالك التنفسية العلوية فيجعلها أقل مقاومة للعدوى، وهي خط الدفاع الأول في مواجهة الامراض المعدية التنفسية.
ومن ذلك ما يسببه البرد من انقباض الاوعية الدموية السطحية وبالتالي حرمان الاسطح المواجهة للميكروبات من المكونات المناعية الواقية الموجودة في الدم.
كما أن للبرد تأثيرا عاما الجسم باعتباره أحد حالات التوتر والتأهب التي يمكن أن ترتبط بارتفاع ضغط الدم.
وتتمثل الخطورة الكبرى التي قد يسببها التعرض للبرد والصقيع في تأثر الاطراف بالبرد وما قد يؤدي في حالاته الشديدة إلى تلف الأنسجة.
ويكون بعض الأشخاص أكثر تأثرا ببرودة اليدين والقدمين من غيرهم، وذلك يرتبط بما يعرف بمرض رينود.
إقرأ أيضا على طب اليوم: برودة اليدين والقدمين | 7 علامات تعني ضرورة استشارة الطبيب
لماذا يعرض البعض أنفسهم للبرد الشديد “الصقيع”؟
لأن التعرض للبرد الشديد أو ما يعرف بالصقيع يحفز حالة من التوتر والتأهب في الجسم، فقد حاول بعض الباحثون الاستفادة من ذلك طبيا.
وظهر ما يعرف بالعلاج بتبريد الجسم كله Whole-body cryotherapy.
وهي طريقة تم ابتكارها في اليابان لعلاج حالات الالم والالتهاب التي تصاحب مرض الروماتيزم وغيره من الامراض.
في العلاج بتبريد الجسم كله يقضي الشخص 1-3 دقائق في غرفة مبردة لدرجة -70 سيليزية.
وفي فنلندا وروسيا، هناك العديد من الأشخاص المولعون بالسباحة في صقيع الشتاء نظرا لما قد يرتبط بها من فوائد طبية مزعومة.
رصد الباحثون منذ سنوات نتائج دراسة تضمنت 10 سيدات قمن بالغطس في ماء على وشك التجمد في جلسات مدتها 20 ثانية، استمرت علي مدى ثلاثة أشهر.
وأظهر تحليل الدم نتائج مدهشة تتمثل في زيادة مستويات هرمون نورابينبفرين norepinephrine لحوالي 2-3 أضعاف بعد جلسات الغطس المثلج.
هذا الهرمون هو من هرمونات حالة التأهب الجسمية ويرتبط بتثبيط الألم.
ومع وجود هذه الدراسات إلا أنها لم تصل لقوة التي تكفي للتوصية بالتعرض للبرد والصقيع لأغراض صحية وطبية.
إقرأ أيضا على طب اليوم..
هل يحميك فيتامين سي “فيتامين C” من نزلات البرد؟ – الاجابة ستدهشك
علاج نزلات البرد | 6 علاجات فعّالة وناجحة ل علاج البرد
ماذا تعني تسمية سلالات فيروس الانفلونزا ب: H5N1 أو H1N1 وغيرها؟ شرح مبسط
هل يمكن أن يسبب لقاح الانفلونزا الاصابة بعدوى الانفلونزا؟
5 علامات مبكرة لمرض الروماتيزم (التهاب المفاصل الروماتويدي)
علاج الروماتيزم | دور التغذية في 4 نصائح هامة؟ – الروماتويد