لماذا تأخرت لقاحات كورونا عن مواعيدها المحددة سابقا؟ وما آخر أخبار توفرها؟
يجري العمل على قدم وساق للوصول إلى لقاح كورونا ناجح، وتتسابق شركات الأدوية العالمية ومراكز الأبحاث على مستوى العالم بأسره لتحقيق هذا الهدف الذي يمكنه أن يعيد العالم لطبيعته وبدون قلق.
وصلت العديد من اللقاحات إلى مراحل أبحاثها ودراساتها الأخيرة التي تتضمن عشرات الآلاف من المتطوعين في أنحاء العالم المختلفة.
صرحت بعض الشركات المصنعة للقاحات أن البيانات النهائية لدراسات لقاحاتها سوف تكون جاهزه مع بدء شهر أكتوبر 2020، وبالتالي يتوفر اللقاح للاستخدام في هذا الشهر.
إلا أن هذه التصريحات قد تغيرت وتأخرت النتائج التي أصبح وصولها المنتظر في نوفمبر الحالي وديسمبر المقبل.
لماذا تأخرت نتائج اللقاحات المختلفة وتخطت تورايخها المحددة سابقا؟
تأخرت نتائج اللقاحات المختلفة وتخطت تورايخها المحددة سابقا بسبب تباطؤ انتشار فيروس كورونا في الأشهر السابقة في الأماكن التي تجرى فيها الدراسات، وفيما يلي شرح علمي مبسط لذلك.
تعتمد دراسات اللقاحات المختلفة على اختبار تأثير تناول اللقاح في الحماية من العدوى بتقسيم المتطوعين إلى مجموعتين:
- المجموعة الأولى (مجموعة الاختبار): يتم حقن أفرادها بلقاح كورونا محل التجربة
- المجموعة الثانية (مجموعة المقارنة): يتم حقن أفرادها بحقن لا تحتوى على لقاح كورونا (بل يمكن فيتامينات أو أي تطعيم آخر).
ويتم مقارنة نتائج المجموعتين للتعرف على درجة الحماية التي وفرها لقاح كورونا لمجموعة الاختبار بمقارنة أعداد الإصابات بعدوى فيروس كورونا التي حدثت بشكل طبيعي بين المجموعتين.
كيف تحدد كل دراسة الوقت الذي تنتهى فيه وتبدأ التحليلات العلمية لنتائجها؟
تحدد كل دراسة الوقت الذي تنتهى فيه بانتظار حدوث عدد معين من حالات عدوى فيروس كورونا في المتطوعين، وعند الوصول إلى هذا العدد تبدأ التحليلات العلمية لنتائجها.
فمثلا شركة فايزر أعلنت انها سوف تبدأ التحليلات العلمية لنتائج لقاحها ناجح عندما تتم إصابة 32 متطوع بعدوى فيروس كورونا ضمن إجمالي 44000 متطوع في الدراسة.
وبالطبع سيتم الحكم بنجاح اللقاح إذا كانت غالبية المصابين بعدوى كورونا من المتطوعين المنتمين لمجموعة المقارنة التي لم تتلقى اللقاح محل التجربة.
ولأن هذه الدراسات تعتمد على حدوث العدوى بشكل طبيعي فذلك يتأثر بسرعة انتشارها في المجتمع.
صرحت شركة أسترازينيكا المنتجة للقاح أكسفورد أن تناقص انتشار كورونا الذي حدث في شهور الصيف في بريطانيا قد سبب تأخر نتائج دراساتها التي كانت تنتظر في أكتوبر.
كما أعلنت شركة فايزر تأخر ظهور نتائج دراساتها إلى أواخر نوفمبر الجاري بعد أن كانت منتظرة في إكتوبر الماضي.
ما هي آخر أخبار توفر لقاحات كورونا؟
يحتل لقاح أكسفورد ولقاح فايزر مواقع متقدمة في سباق لقاحات كورونا الذي وصل فيه 11 لقاح إلى مراحل دراساتهم الأخيرة بحسب تصريحات منظمة الصحة العالمية WHO.
أعلنت شركة أسترازينكا أن نتائج لقاح أكسفورد ستتوفر خلال الأسابيع المقبلة وقبل نهاية العام الحالي.
كما أعلنت شركة فايزر أنها تنوي نشر نتائج دراسات لقاحها خلال نفس الفترة وتأمل أن يكون ذلك مع أواخر نوفمبر، وحددت شركة مودرنا نفس التوقيت لنتائج لقاحها.
بحسب تقارير لوكالة رويترز فإن لقاحات فايزر ومودرنا وأكسفورد لها أكثر احتمالات للتوفر خلال شهر ديسمبر من هذا العام الحالي، وذلك بالرغم من أن لقاحات روسيا والصين حددت خطط زمنية شبيهة.
هذا وقد حصلت بعض اللقاحات الصينية بالفعل على ترخيص للاستخدام الطارئ خارج الصين وفي دول مثل الإمارات والبحرين بعد أن منحت الصين تراخيص طارئة مماثلة بدءا من يوليو الماضي.
وقد بدأ اللقاح الروسي الذي يطوره معهد جماليا في دراساته الأخيرة التي تتضمن حوالي 40,000 شخص، وينتظر توفر نتائجه في نوفمبر الجاري، وذلك بعد أن منحته روسيا ترخيص الاستخدام في أغسطس الماضي.
كيف يتم اختبار اللقاحات؟
قبل أن تصل إلينا اللقاحات فلابد أن تمر بخطوات اختبار تفرضها المنظمات العلمية العالمية، وتخضع لمراجعة وتقييم العلماء على مستوى العالم . وفيما يلي توضيح مبسط لهذه الخطوات:
التجارب قبل الإكلينيكية لدراسة تأثير اللقاح على حيوانات التجارب:
وهي خطوة البداية التي يجب لأي لقاح اجتيازها بنجاح مؤكد قبل أن يبدأ حقن أول متطوع من البشر به.
التجارب الإكلينيكية لدارسة تأثير اللقاح على المتطوعين من البشر:
وتنقسم الخطوة الثانية من التجارب على المتطوعين البشر إلى ثلاثة مراحل:
- المرحلة الأولى: تضم عشرات المتطوعين من البشر الأصحاء الذين يتم اختيارهم بعناية فائقة.
- المرحلة الثانية: تضم مئات المتطوعين من الأصحاء الذين تتنوع أعمارهم وأحوالهم.
- المرحلة الثالثة والأخيرة: تضم عشرات الآلآف من المتطوعين، وتبدأ هذه المرحلة بعد نشر بيانات مفصلة لدراسات المرحلتين السابقتين وعرضها للتقييم العالمي.
ويحاول الباحثون من خلال المرحلة الثالثة والأخيرة البحث عن إمكانية ظهور أعراض جانبية قليلة الحدوث بتجربة اللقاح على هذا العدد الكبير من المتطوعين.
تتابع منظمة الصحة العالمية WHO ووكالة الغذاء والأدوية الأمريكية FDA بالإضافة إلى المنظمات الصحية العليا في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا تطور لقاحات كورونا المختلفة عن كثب.
وقد حددت شروطا لقبول لقاحات كورونا واعتبار دراساتها ناجحة، كما طورت بعض المنظمات قوانينها لإسراع إجراءات الترخيص وبدء المتابعة الدقيقة للقاحات كورونا حتى قبل انتهاء التجارب.
إقرأ أيضأ..
- فيروس كورونا: اكتشاف أشخاص محميين من العدوى رغم عدم تعرضهم للفيروس من قبل، فمن هم؟
- الصحة العالمية تدعو لعدم الذعر بشأن فيروس كورونا المتحول في حيوان المنك.. تعرف على الأسباب
- فيروس كورونا: أخبار جيدة ومطمئنة عن مدة المناعة التي تحمي من تكرر العدوى..دراسة جديدة
- فيروس كورونا: دول عديدة تعلن الحظر الكلي مجددا فما الذي يجعل وباء كورونا بهذه الخطورة المستمرة؟