هل يمكن أن يصاب الشخص بفيروس كورونا مرتين؟
اجتهد العلماء منذ بداية انتشار وباء كورونا في البحث عن إجابة لهذا السؤال الهام: هل يمكن أن يصاب الشخص بفيروس كورونا مرتين؟ وتزداد الحاجة لإجابة هذا السؤال مع ظهور موجة فيروسية ثانية بالعديد من الدول.
الحقيقة العلمية هي أن الدراسات العلمية الموسعة لم تستطع إثبات مدى إحتمالية تكرر العدوى بفيروس كورونا إلى الآن، بل أن الدراسات قد وجدت تفسيرات مضادة لحدوث تكرر العدوى.
عندما يتعرض شخص لعدوى فيروس كورونا فإن جسمه يكوّن مكونات مناعية (أجسام مضادة) تساعد في مقاومة العدوى.
لكن كفاءة وقوة هذه المكونات المناعية على مدى أشهر بعد العدوى هي ما تحتاج لدراسة وتأكيد.
بالرغم من انتشار الإخبار العالمية عن حالات فردية تعلن أنها قد أصيبت بعدوى ثانية بفيروس كورونا تفصلها أسابيع أو أشهر عن العدوى الأولى إلا أن ذلك لا يجيب على السؤال بطريقة علمية صحيحة.
في دراسة فرنسية اشترك فيها 11 شخص أصيبوا بنوبتان من عدوى كوفيد-19، لم يستطع الباحثون الأطباء تحديد إذا ما كانت الإصابة الثانية عدوى فيروسية جديدة أو إعادة تنشط للفيروس الذي لم يتخلص منه الجسم في المرة الأولى.
وذلك لأن هناك تفسيرات عديدة يمكن أن تفسر تكرر إيجابية إختبار المسحة (PCR) الذي يُعتمد عليه في تحديد وجود الإصابة الفيروسية أو عودتها للظهور.
فبالإضافة لوجود الإحتمال العلمي لكون تكرر الإصابة مجرد إعادة لتنشط الفيروس وليس إصابة ثانية، فيمكنه أيضا أن يكون حالة من الإفراز الفيروسي.
والإفراز الفيروسي هو حالة تتصف بوجود بقايا جينية فيروسية بعد انتهاء العدوى واستمرار ظهورها في عينات المسحة التنفسية مع عدم قدرتها على التكاثر والتسبب بالعدوى.
وحالة الإفراز الفيروسي هذه هي ما تسببت في تغيير توصيات مراكز مكافحة الأمراض الأمريكية CDC في أغسطس الماضي وإعلانهم أن اختبارات المسحة قد تظل إيجابية للمتعافين لمدة ثلاثة أشهر.
وبذلك فيمكن أن تكون حالات تكرر العدوى التي تنتشر أخبارها ما هي عدوى تنفسية بفيروسات البرد الأخرى المنتشرة في شخص أصيب بعدوى فيروس كورونا سابقا ولا زال في حالة من الإفراز الفيروسي.
ما هي الطريقة التي يمكن أن تحسم هذا النقاش العملي في وقت قصير؟
الطريقة العلمية الأكيدة التي يمكن أن تحسم هذا النقاش العلمي في وقت قصير هي القيام بإجراء دراسات يتم فيها تعريض المتعافين لفيروس كورونا نشط للتأكد من قدرة أجسامهم على مقاومة العدوى.
ونظرا لخطورة هذه الدراسات في ظل عدم وجود علاج ناجح لعدوى كوفيد-19 فإجراء هذه الدراسات يعارض المواثيق الأخلاقية الطبية، وهذا ما يؤخر الحصول على إجابة قاطعة لسؤالنا.
ويجعلنا في انتظار نتائج دراسات موسعة أخرى عن استمرارية وقوة وجود مكونات المناعة-من خلايا دفاعية وأجسام مضادة- في أجسام المتعافين، بالإضافة لدراسات تؤكد قدرتها على حمايتهم.
بما ينصح الأطباء من أصيبوا بفيروس كورونا سابقا في ظل استمرار الانتشار الوبائي؟
ينصح الأطباء من أصيبوا بفيروس كورونا سابقا باتباع نفس وسائل الوقاية التي يتبعها من لم يصابوا من قبل، وبالتزام العزل في حالة ظهور أعراض اشتباه عدوى كوفيد-19.
ذلك لأن من معلوماتنا العامة عن الفيروسات أن بعضها مثل فيروس الإنفلونزا يستطيع التحور وتغيير نفسه كل موسم للهرب من تعرف جهاز المناعه عليه ولذا نحتاج للقاح الإنفلونزا كل عام.
وإلى الآن لم يتم التأكد من السلوك الذي سوف يتخذه فيروس كورونا المسبب لعدوى كوفيد-19.
ما هي وسائل الوقاية التي يساعد الالتزام بها على الحد من الانتشار الوبائي لفيروس كورونا؟
1-الالتزام بمسافة التباعد الجسدي وهي 1-2 متر بين الأشخاص الذين لا يعيشون في منزل واحد.
2-التهوية الجيدة المستمرة في المصالح العامة، والتطهير المستمر للأسطح المختلفة.
3-ارتداء كمامات القماش للأشخاص الأصحاء أكبر من 12 عام في الأماكن العامة، وتنصح توصيات منظمة الصحة العالمية WHO الأصحاء أكبر من 65 عام بارتداء كمامات طبية.
4- الالتزام بالعزل المنزلي واتباع توصياته في حالة ظهور أحد الأعراض الأساسية لعدوى كورونا، وهذه الأعراض هي: ارتفاع درجة الحرارة-السعال-تأثر حاسة الشم.
5-الحفاظ على إتيكيت السعال والعطس: بالسعال والعطس في الجزء الداخلي من الذراع لمنع انتشار الزذاذ.
6-غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون بالطريقة الصحيحة التي تستغرق 20 ثانية على الأقل، أو تطهيرها باستخدام الكحول بنسبة 70% .
إقرأ أيضا..
فيروس كورونا: كل ما يهم أن تعرفه عن الموجة الثانية من الوباء وهل ستكون أشد خطورة؟
فيروس كورونا: ما هي التوصيات البريطانية للعزل والعلاج المنزلي الصحيح؟
التعافي من فيروس كورونا : أعراض ما بعد الشفاء وتوصيات المستشفيات البريطانية لمرحلة التعافي
فيروس كورونا: متى تظهر الأعراض بعد الإصابة؟ وكيف تتطور يوماً بيوم؟