الفطر الاسود في مصر | اعداد الحالات المكتشفة وكيف نفسر زيادتها؟ وهل يشكل ذلك خطورة مقلقة؟
هناك سببان يساهمان في زيادة اعداد حالات الفطر الاسود في بلاد دون غيرها
أعلن الدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية – شمال مصر – أن مستشفيات الجامعة استقبلت 7 حالات مصابة بالفطر الأسود يجري علاجهم حاليا.
في حين تبين أن هناك حالة أخرى تم تسجيلها في مدينة طنطا بمحافظة الغربية وذلك بعد التعافي من كوفيد-19.
وذلك حسبما نقلت قناة العربية٬ وأضافت التصريحات أن ثلاثة من الحالات التي تم رصدها في الشرقية تعتبر حالات مستقرة٬ في حين ستخضع الأربع حالات الأخرى لعمليات جراحية لإزالة الأجزاء المصابة بالفطر
مرت الهند في الأسابيع الماضية بتزايد ملحوظ في أعداد الحالات المصابة بعدوي الفطر الاسود أدى إلى نقص الأدوية التي تستخدم في علاجة في المقاطعات الهندية.
ومع أن إصابات الفطر الأسود ليست جديدة علي العالم وهي عبارة عن عدوى بفطريات منتشرة في الطبيعة من هواء وتربة وغيرها٬ إلا أنها تزايدت خلال الأشهر الماضية خاصة في الهند وارتبطت بعدوى كوفيد-19.
حيث أن هذه الفطريات تهاجم الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة مثلما يحدث مع استخدام الأدوية المثبطة للمناعة مثل الكورتيزون٬ أو ضعف جهاز المناعة ووجود تلف في الأنسجة مثلما يحدث في الرئتين مع التعرض لعدوى كوفيد-19.
ومع استنشاق خلايا هذه الفطريات فإنها تسبب العدوى في الأغشية المبطنة للأنف والجيوب الانفية ومنها تنتشر للعين أو الرئتين.
لكن كيف نفسر زيادة اعداد حالات الفطر الاسود في بلاد دون غيرها؟ حيث أن الأعداد المسجلة في أوروبا واستراليا مثلا في الوقت الراهن لم تسترع الانتباه.
كيف نفسر زيادة اعداد حالات الفطر الاسود في بلاد دون غيرها؟
ترجع زيادة اعداد حالات الفطر الاسود في بلاد دون غيرها إلى سببين نوضحهما فيما يلي.
السبب الأول هو اختلاف طبيعة البيئة المحيطة٬ ففي الأحوال الطبيعية تسجل الهند مثلا أعدادا أكبر بوضوح من حالات عدوى الفطر الاسود سنويا بالمقارنة ببلاد أخرى مثل استراليا والدول الأوروبية٬ نتيجة أختلاف انتشار الخلايا الفطرية المسببة لهذه العدوى بشكل أكبر في الطبيعة.
السبب الثاني هو اختلاف بروتوكول علاج كورونا في الهند ومصر والعديد من دول أفريقيا واسيا وامريكا اللاتينية عن بروتوكول علاج كورونا في أوروبا و واستراليا.
على مدى الأشهر الماضية من وباء كورونا استخدمت مصر والهند وغيرهما من الدول الكورتيزون دون الالتزام بالضوابط التي حددتها توصيات المنظمات الطبية العالمية من حيث توقيت وصفة أو جرعاته.
حيث لا يُسمح باستخدام الكورتيزون بحسب توصيات الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إلا في حالة العلاج بالأكسجين الخارجي وبجرعات محددة.
هذا إضافة إلى اتباع بعض الدول لبروتوكولات علاجية منهكة للصحة تتضمن المضادات الحيوية واسعة المدى وأدوية لم يتم ترخيصها لعلاج كورونا تستخدم بجرعات مفترضة غير مدروسة.
وهو ما لا تقره التوصيات العالمية ولا يُعمل به في الدول الأوروبية٬ فمثلا لم تتوقف الهند عن التوصية بدواء ايفرين لعلاج كوفيد-19 إلا منذ فترة قصيرة في الوقت الذي لم تستخدمه الدول الأوروبية في علاج حالات عدوى فيروس كورونا في أراضيها.
هل يشكل تزايد حالات الفطر الاسود خطورة مقلقة؟
بما أن الزيادة في أعداد حالات عدوي الفطر الأسود في منطقة ما يرجع لزيادة عوامل خطورة الإصابة بها٬ وأن خلايا هذه الفطريات منتشرة في كل بيئة بقدر محدد حسب طبيعة كل بلد إذن فهي ليست عدوى وبائية مقلقلة.
ولا يمكن مقارنة انتشار الفطر الاسود بانتشار كورونا والإصابة بعدوي كوفيد-19 التي يمكنها أن تهدد أي شخص مهما كان شابا وفي صحة جيدة بالدخول للرعاية المركزة في حالة حرجة٬ وتنتشر بشكل تصاعدي وبائي يخرج من تحت السيطرة.
يمكن التعرف على سلوك الميكروبات الوبائية وكيف تحدث الأوبئة في مقال طب اليوم بهذا الرابط: كيف يبدأ الوباء وكيف ينتهي؟ وما العوامل التي ترسم منحنى الوباء في منطقة ما صعودا ثم هبوطا؟
إنما يجب أن تجعلنا عدوى الفطر الاسود أكثر وعيا عند وصف الأدوية والتزاما بالتوصيات الدقيقة للمنظمات العلمية والتي توضع بعد التأكد من أن فائدة كل دواء تفوق الخطورة التي يمكن أن يعرض لها.
وذلك إضافة لحماية الأشخاص الأكثر تعرضا للإصابة بهذه الفطريات من التعرض الزائد لها٬ وهو موضح بحسب توصيات المراكز الامريكية لمكافحة الأمراض CDC.