كوفيد-19 | أهم 5 أسباب جعلت فيروس كورونا بهذه الخطورة – تقرير علمي

بعد عام وبضعة أشهر من بداية وباء فيروس كورونا تم تسجيل أكثر من 117 مليون عدوي بفيروس كورونا حول العالم٬ وبلغت الوفيات حوالي 2,736,909 حالة .

وانطلقت أبحاث العلماء لمحاولة التعرف على هذا الفيروس القاتل الجديد على العالم٬ واكتشف الباحثون خواص يتصف بها فيروس كورونا المسبب لعدوى كوفيد-19 قد جعلته بهذه الخطورة وسببت صعوبة السيطرة عليه.

نستعرض معكم في هذا المقال من طب اليوم بعض هذه الخواص.

فيروس مخادع..

يتصرف فيروس كورونا بشكل مخادع في جسم الإنسان بمجرد دخوله إليه في بدايات مراحل العدوى وحتى يتمكن منه.

حيث أنه يتجول ويتكاثر في خلايا الجهاز التنفسي-من شعب هوائية ورئتين-دون أن يلاحظ الجهاز المناعي للمريض  أن هناك شئ غير طبيعي.

في الوضع الطبيعي، وبمجرد أن تهاجم الفيروسات المختلفة جسم الإنسان تبدأ الخلايا بإفراز مواد كيميائية منها ما يسمى إنترفيرون، وتعتبر هذه إشارة تحذيرية للجسم والجهاز المناعي ليبدأ في عملياته الدفاعية.

ولكن فيروس كورونا قادر على إبطال مفعول هذه الإشارة التحذرية ببراعة تجعل الجسم لا يشعر بالمرض وبالهجوم الفيروسي.

ويوضح بروفيسور لهنرر من جامعة كامبردج البريطانية أن الخلايا التي هاجمها الفيروس تظهر تحت الميكريسكوب بشكل طبيعي ولا يمكن رؤية مظاهر العدوى الفيروسية عليها.

ولكن عند إجراء الاختبارات يتضح أن هذه الخلايا تمتلئ بل تفيض بالجسيمات الفيروسية، مما يوضح قدرة فيروس كورونا الاستثنائية على خداع الجسم وخلاياه.

الخانق الصامت المخادع..

ويتضح ذلك أيضا في ما سجلته التقارير العلمية من وجود حالات لمرضى كوفيد-19 تعاني من انخفاض نسبة الأكسجين في الدم دون أن يظهر تأثر على المريض في شكل ضيق التنفس أو تسارعه.

ويسمى العلماء ذلك بنقص الأكسجين الصامت، وهو ما يفسرونه بأنه قد ينتج عن تأثير فيروس كورونا على الجهاز العصبي واستجابة المخ لنقص الأكسجين.

وقد لوحظ تكرر حدوث هذه الحالة مع مرضى فيروس كورونا على عكس  أنواع العدوى التنفسية الأخري كعدوى فيروس الإنفلونزا مثلا.

لذلك ينصح الأطباء بمتابعة مستوى الأكسجين في الدم بحرص أكثر مع عدوى كورونا خاصة في حالات معينة يمكن التعرف عليها في مقال طب اليوم بهذا الرابط:

اعراض كورونا يوم بيوم (5) | متى يجب استخدام جهاز قياس الأكسجين بالنبض في المنزل؟

مصانع فيروسية متحركة وصامته..

يمتلك فيروس كورونا قدرة بارعة على أن يسخر الأجهزة التنفسية لمرضاه لتصبح مصانع فيروسية متحركة وصامتة تنشر العدوى بكفاءة بين أفراد مجتمع ما.

تبلغ كمية الجسيمات الفيروسية في المجرى التنفسي للمريض ذروتها قبل أن يبدأ بالشعور بالمرض، ويستغرق الأمر أسبوع تقريبا قبل أن يشعر المريض بأعراض حادة تلزمه الفراش في الحالات التي تتطور للوضع الحاد.

وتعتبر هذه سياسة خبيثة تجعل المرضى ينشرون العدوى وبكفاءة عالية قبل ظهور الأعراض عليهم ، كما تجعلهم قادرين على العمل والخروج لقضاء مصالحهم لمدة أسبوع كامل بعدها.

مما يساعد على انتشار العدوى بشكل فائق الجودة، ويجعل الحل الوحيد الفعال للحد من انتشارها في مجتمع ما هو بقاء الأصحاء في بيوتهم وليس فقط بقاء المصابين بأعراض اشتباه عدوى كوفيد-19.

والبديل لذلك هو التأكد من عدم إصابة الأصحاء في مجتمع ما عند خروجهم من منازلهم بإجراء اختبارات يومية لفترة تقدر بأسابيع وهو بالقطع أمر يصعب تطبيقة.

تتضح هذه الخاصية لفيروس كورونا المسبب لعدوى كوفيد-19 عند مقارنته بعدوى سارس الذي انتشر في 2002، والذي كانت العدوي الفيروسية في حالته تبلغ ذروتها بعد الشعور بالمرض بأيام.

مما قصر إجراءات العزل على المرضى دون الأصحاء، وساعد على حصار عدوى سارس وسهل السيطرة عليه دون الحاجة  لفرض حظر كلي على مناطق كاملة.

إقرأ أيضا على طب اليوم: دراسة تحسم الجدل وتوضح درجة كفاءة ارتداء كماتين معاً في الوقاية من كوفيد-19

طرق هجومية خاصة..

يمتلك فيروس كورونا طرق هجومية خاصة تجعل تأثيرة يتعدى حدود الرئتين ويصل إلى باقي أعضاء الجسم وخلاياه، وبشكل يختلف عن العدوى التنفسية الفيروسية المعتادة.

حيث أن لهذا الفيروس القدرة على مضاعفة كميات مواد التجلط في الدم بشكل يزيد من كثافته ويعرض المريض لخطورة الجلطات الدموية التي توقف سريان الدم لأعضاء الجسم المختلفة.

كما أنه لوحظ تأثيرا غريبا لهذا الفيروس على خلايا الرئتين يجعلها تتلاصق وتتلاحم بشكل يفقدها وظيفتها الطبيعية.

ويسبب فيروس كورونا في بعض المرضى عاصفة من المواد الوسيطة للالتهاب في الجسم تنتج عن تدمير خلايا الجسم وتزيد من صعوبة علاج العدوى.

وما يزيد من فرص تدمير فيروس كورونا لخلايا الجسم هو انتشار المستقبلات الخاصة (ACE2) التي يستخدمها في الدخول للخلايا حول الجسم، حيث أنها توجد ليس فقط في الرئتين ولكن في جدر الأوعية الدموية والكليتين والكبد وغيرهم.

تحورات فيروسية دفاعية للهروب من المناعة .. فيروس كورونا المتحور..

ظهرت مؤخرا سلالات جديدة من فيروس كورونا المتحور أثار بعضها القلق بخصوص الهروب من المناعة ومقاومة اللقاحات  التي بدأ استخدامها في حملات تطعيم كورونا حول العالم.

وذلك مع أن التوقعات العلمية في الشهور الأولى من وباء كوفيد-19 كانت تشير إلى أن فيروس كورونا المسبب للعدوى ثابت جينيا ولا يبدو أن له معدلات مرتفعة من التحورات الجينية المؤثرة على خواص الفيروس.

ومن أهم هذه السلالات فيروس كورونا المتحور في جنوب أفريقيا الذي أظهرت بعض الدراسات مقاومته لبعض لقاحات كورونا٬ ونقصا في كفاءته.

حيث ظهر  في نتائج دراسات لقاح جونسون اند جونسون كفاءة في الحماية ضد عدوى كورونا تصل إلى 72% في  التجارب التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، وكفاءة 66% في دول أمريكا اللاتينية.

في حين قدرت الكفاءة ب 57% في جنوب أفريقيا حيث تنتشر  أكثر سلالات فيروس كورونا المتحور إثارة للقلق.

ومن السلالات الأخرى التي ارتبطت بمخاوف ضعف عمل اللقاحات السلالة البرازيلية التي تشبه في الطفرات والتغيرات الجينية فيها فيروس كورونا المتحور الذي ظهر في جنوب أفريقيا.

ولكن هناك بعض الدراسات التي وجدت مؤخرا كفاءة جيدة لبعض اللقاحات ضد سلالة فيروس كورونا المكتشفة في البرازيل وهذه اللقاحات هي لقاح استرازينيكا ولقاح فايزر ولقاح سينوفاك الصيني ضد كورونا.

وفضلا عن تأثر فاعلية اللقاحات فقد زادت تغيرات الفيروس في بعض السلالات من قدرة الفيروس على الانتشار ومن هذه السلالات التي ارتبطت بهذا التغيير سلالة فيروس كورونا المتحور في بريطانيا والسلالة المكتشفة أولا في جنوب أفريقيا.

كما أن هناك بعض الدراسات الأولية التي تشير إلى زيادة شراسة الفيروس نتيجة بعض التحورات الفيروسية.

ولا يزال العلماء في محاولات جاهدة للتأكد من خواص سلالات فيروس كورونا الجديدة وذلك في إطار استمرار الجهود العلمية لمكافحة وباء كوفيد-19.

يمكن التعرف على لقاحات مقارنة محدثة بين لقاحات كورونا  في مقال طب اليوم بهذا الرابط: كوفيد-19 | آخر تحديث للمقارنة بين لقاحات كورونا الرائدة

إقرأ أيضا..

كوفيد-19 | العلاج بدواء ايفرزين تحول لهوس خطير في بعض الدول بحسب الخبراء، فما السبب؟

كوفيد-19 | الحقيقة وراء حالات الوفاة بسبب لقاح فايزر – تقرير علمي

كيف انتهت موجات وباء الإنفلونزا الأسبانية؟ ومتى ينتهي كورونا؟ (تحليل خاص)

اعراض كورونا يوم بيوم (4) | ماذا يفعل مريض كوفيد إذا بدأ ضيق التنفس؟ (فيديو يوتيوب)