3 اعتبارات لا يمكن تجاهلها عند اتخاذ قرار أخذ لقاح كورونا..كيف يمكن المفاضلة بين اللقاحات المختلفة؟
3 اعتبارات لا يمكن تجاهلها عند اتخاذ قرار أخذ لقاح كورونا..كيف يمكن المفاضلة بين اللقاحات المختلفة؟
وصل العالم مؤخرا إلى اللحظات التي انتظرها الكثيرون خلال الأشهر الماضية، حيث منحت العديد من الدول تراخيص رسمية الاستخدام للقاح كورونا.
وبدأت بالفعل حملات تطعيم كورونا الموسعة في العالم، في محاولات عالمية للقضاء على وباءكورونا الذي أزهق ما يزيد عن 1.5 مليون من الأرواح.
ولكن وخلال الشهور الماضية، تزايدت المخاوف حول أمان استخدام اللقاحات المختلفة التي بدأت في التوفر بعد الإعلان عن كفاءتها الأولية.
وعلى رأسها لقاح فايزر ولقاح مودرنا ولقاح اكسفورد واللقاح الصيني سينوفارم واللقاح الروسي.
المفاضلة والتقييم العلمي الحالي لهذه اللقاحات..
في الوقت الحالي فإن لقاح فايزر قد تأكد أمان استخدامه بحسب المنظمات العلمية العليا التي منحته الترخيص بالفعل في بريطانيا وكندا.
بالإضافة إلى المنظمات العلمية التي هي على وشك أن تمنحة الترخيص في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، وذلك بحسب تقارير نقلتها وكالة رويترز خلال الأيام الماضية.
ولكن ينبغي ملاحظة أن أمان استخدام لقاح فايزر الذي أقرته هذه المنظمات القوية محدد بأعداد المتطوعين الذين شاركوا في دراساته، وهي عشرات الآلاف.
وهذه الأعداد هي ما تقره وتتفق عليه المنظمات العالمية لبروتوكول دراسات اللقاحات المختلفة التي تسمح بعد إتمامها ببدء الاستخدام الموسع للقاح على مئات الآلاف والملايين من البشر.
ويعني ذلك أن خبرة العلماء مع ترخيص اللقاحات منذ بدء اكتشاف طريقة التطعيم ترجح أمان الاستخدام الموسع للقاح في حالة إتمام دراساته.
لكن إذا أردنا مقارنة لقاح فايزر الذي يستخدم تقنية جديدة لم ترخص من قبل مع لقاح أكسفورد ذو التقنية المعروفة بدراساتها الموسعة،فإن أمان الاستخدام الموسع للقاح أكسفورد يمكن التنبؤ به بدرجة أكبر.
وينطبق هذا أيضا على لقاح مودرنا الذي هو في الطريق لترخيصه، فهو يستخدم أيضا نفس تقنية لقاح فايزر الجديدة; تقنية الحمض النووي mRNA.
تم الإعلان مؤخرا عن كفاءة جيدة للقاح أكسفورد (حوالي 70%) لكنها تظل أقل من كفاءة لقاح فايزر ولقاح مودرنا (أكبر من 90%).
اللقاح الروسي واللقاحات الصينية..
أما عن اللقاح الروسي ولقاح سينوفارم واللقاحات الصينية بشكل عام، فإن العلماء ينتظرون نشر نتائج دراساتها لكي يتمكنوا من تقييمها والخروج برأي علمي بخصوص كفاءتها وأمانها.
لا تزال بيانات الدراسات الخاصة باللقاح الروسي والقاحات الصينية لم تصل كاملة إلي منظمة الصحة العالمية بعد، وبحسب وكالة رويترز لم تتقدم أي من هذه اللقاحات لتنال ترخيص الوكالة الأوروبية للدواء.
وبالرغم من إعلان دولة الإمارات لكفاءة عالية للقاح سينوفارم الصيني يوم الأربعاء (86%) بحسب الدراسات التي تمت على أراضيها، إلا أن الصين لم تعلق على ذلك.
وعلق كثير من الخبراء بحسب صحيفة نيويورك تايمز أن هذا الإعلان قاصر وغير واضح وتنقصه البيانات والتفاصيل المهمة، وإن كان يرفع آمال اللقاح الصيني في الوصول إلى نجاح عالمي إلا أنه لا يؤكده.
لم تنشر الصين بعد نتائج دراسات لقاح سينوفارم الأخرى التي تتم على أراضيها أو خارجها بشكل يسمح للمنظمات الصحية العالمية بالتدقيق في تفاصيلها ودعمها.
ما هي أهم 3 اعتبارات لايمكن تجاهلها عند اتخاذ قرار أخذ لقاح كورونا؟
تتضمن أهم 3 اعتبارات لا يمكن تجاهلها عند اتخاذ قرار أخذ اللقاح تقنية اللقاح وتقييم المنظمات العالمية وكفاءة اللقاح بناء على نتائج دراساته، وفيما يلي توضيح لكل منها.
تقنية اللقاح..
بشكل عام فإن تقنية اللقاح التي تكون معروفة ورخصت من قبل للاستخدام الموسع تساعد على تقدير أفضل لاستخدام اللقاح بشكل آمن.
تستخدم لقاحات كورونا تقنيات مختلفة بعضها جديد ولم يتم ترخيصه من قبل مثل تقنية الحمض النووي mRNA الذي يستخدمه لقاح فايزر ولقاح كورونا.
في حين يستخدم لقاح أكسفورد تقنية استخدام حامل فيروسي.
وهي تقنية أثبتت نجاحها في دراسات عديدة من قبل بحسب الموقع الرسمي لجامعة اكسفورد، وتم ترخيصها في لقاح السعار الذي يستخدم لتطعيم الحيوانات.
وتستخدم العديد من اللقاحات نفس التقنية وهي: اللقاح الروسي-لقاج جونسون أند جونسون-لقاح كانسينو الصيني.
أما لقاح نوفافاكس الأمريكي-ولقاح سانوفي وشركة GSK فيستخدمان تقنية مباشرة تحقن البروتين السطحي الشوكي الفيروسي بنفسه.
وهي تقنية معروفة واستخدمت بشكل موسع من قبل في لقاحات مرخصة مثل لقاح التهاب الكبد الوبائي B.
في الصورة التالية توضيح لبعض تقنيات لقاح كورونا وفي هذا الرابط توضيح لها.
في حين يستخدم لقاح سينوفارم الصيني فيروس كورونا تم إضعافه ونزع قدرته على التكاثر inactivated، وهي تقنية معروفة أيضا وتستخدم بالفعل في لقاح الإنفلونزا ولقاح الحصبة.
تقييم المنظمات العلمية العالمية..
يعتمد تقييم المنظمات العلمية العالمية للقاح ما على التأكد من إتمام الدراسات المطلوبة ضمن بروتوكول عالمي تم وضعه والاتفاق عليه لترخيص اللقاحات بشكل آمن.
وقد تم تحديد هذا البروتوكول بناء على الخبرة العالمية في استخدام اللقاحات المختلفة من مئات السنين، بشكل يجعل اللقاح الذي يتم دراساته مؤيد علميا وله احتمالات مشاكل ضئيلة ونادرة في أغلب الأحوال.
يمكن التعرف على هذا البروتوكول والخطوات التي يجب أن يمر بها اللقاح قبل أن يصل إلينا بالضغط على هذا الرابط.
تتضمن هذه المنظمات العلمية التي تمنح تراخيص العقاقير واللقاحات: الصحة العالمية WHO والوكالة الأوروبية للأدوية EMA والوكالة الأمريكية للغذاء والدواء FDA والوكالة البريطانية للأدوية والمنتجات الصحية MHRA وغيرهم.
تقوم اللجان المختصة في هذه المنظمات بفحص نتائج دراسات اللقاحات المقدمة لها، والتأكد من صحة البيانات وإجراء الدراسات كاملة، وذلك بالاتصال مع الجهات المعنية والمؤسسات الرقابية المحايدة.
كفاءة اللقاح بناء على نتائج دراساته..
تتحدد كفاءة اللقاح بناء على نتائج دراساته التي تتضمن مقارنة مجموعة المتطوعين التي تم حقنها بلقاح كورونا بمجموعة المتطوعين التي لم يتم حقنها باللقاح الذي تتم دراسته.
وبناء على النتائج يتم تحديد كفاءة اللقاح محل الدراسة في الحماية من الإصابة بالعدوى.
حددت بعض المنظمات العلمية كفاءة مطلوبة للقاح كورونا يجب ألا تقل عن حوالي 50%، في حين قرر البعض قبول لقاحات كورونا واعتبارها ناجحة بكفاءة أقل من ذلك.
في عالم اللقاحات تعتبر الكفاءة التي تتخطى 50% كفاءة جيدة، وذلك لأن هدف اللقاح ليس فقط حماية الأفراد الذين يتناولوه، ولكن من أهم أهدافه حماية المجتمع من استمرار انتشار العدوى.
ويمكن تقدير ذلك بالنظر إلى كفاءة لقاح الانفلونزا موسم 2019/2020 والتي كانت حوالي 50%.وفاعلية لقاح الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية pneumoncocal vaccine 50-70%.
تم الإعلان عن كفاءة مبهرة تفوق التوقعات للقاحي فايزر ومودرنا حيث تخطت 90%، في حين أعلن عن كفاءة عامة للقاح أكسفورد حوالي 70%.
ووصلت كفاءة لقاح أكسفورد بتعديل جرعات حقنة إلى 90% بحسب جزء صغير من دراساته، ولذلك تحتاج هذه الكفاءة العالية لدراسات تاليه للتأكد منها.
وما بين التخوفات وآمال الحصول على اللقاح تأتي الحقيقة التي تعلن أنه من الصعب أن تتوفر ملايين الجرعات من اللقاح خلال أشهر قليلة.
وأن الفئات التي لها الأولية من كبار السن والعاملين في القطاعات الطبي هي التي يمكن أن يحصل بعض أفرادها على اللقاح خلال الفترة القصيرة المقبلة.
إقرأ أيضا..
- دراسات لقاح كورونا: مقارنة بين تقنياتها المختلفة وترتيب اللقاحات الرائدة المنتظرة في ديسمبر
- إعلان نتائج دراسات لقاح سينوفارم التي تشارك فيها دول عربية; الإمارات ومصر والبحرين والأردن
- اللقاحات ضد الأمراض: هل نصدق التحذيرات المخيفة ضدها؟ وماذا عن المشاركة في تجاربها؟
- بريطانيا تعلن ثقتها في لقاح أكسفورد عقب الشكوك العلمية التي أثيرت ضده مؤخرا