فيروس كورونا: كل ما يهم أن تعرفه عن الموجة الثانية من الوباء وهل ستكون أشد خطورة؟
تتصاعد المخاوف حول احتمالية كون الموجة الثانية من وباء فيروس كورونا أكثر انتشارا وخطورة مع تزايد أعداد الحالات في العديد من دول الشرق الأوسط، وعلى رأسهم الأردن والعراق ولبنان والإمارات.
تتبع في ذلك المنحى الذي تشهده دول أوروبا الذي عادت حالات العدوى به للتزايد بشكل واضح، بشكل يفوق أعداد الحالات التي تم تسجيلها في بداية الموجة الأولى من انتشار وباء كورونا.
في هذا المقال سنجيب عن الأسئلة الشائعة عن الموجة الثانية لوباء كورونا وهي:
- هل ستكون الموجة الثانية أكثر شدة وضراوة من الموجة الأولى؟
- هل حدثت تغيرات (طفرات) في طبيعة الفيروس سببت ضعفا أو قوة؟
- هل يمكن أن أصاب بعدوى فيروس كورونا مرة ثانية؟
- كيف يمكن أن نفرق ما بين أعراض عدوى كوفيد-19 وبين أعراض الإنفلونزا؟
- هل يمكن أن ينقل شخص طبيعي لا تظهر عليه أي أعراض العدوى بفيروس كورونا لغيره؟
- ما هي وسائل الوقاية التي يساعد الالتزام بها على الحد من الانتشار الوبائي؟
- كيف تستعد دول العالم لمواجهة الموجة الثانية وما هي توصيات منظمة الصحة العالمية WHO للاستعداد؟
هل ستكون الموجة الثانية أكثر شدة وضراوة من الموجة الأولى؟
إلى الآن فالإجابة العلمية ليست حاسمة، ربما يتوقع البعض وبسبب الزيادة الواضحة حاليا في أعداد حالات كوفيد-19 أن الموجة الثانية أكثر شدة وضراوة من الموجة الأولى السابقة.
ولكن التقييم اعتمادا على أعداد الحالات فقط يعتبر تقييم غير دقيق، حيث أن معدلات اجراء الاختبارات قد تزايدت بوضوح في غالبية دول العالم مقارنة بالشهور السابقة في وقت الموجة الأولى.
التقييم الأدق يمكن أن يظهر بدراسة الفارق في زيادة أعداد الحالات شديدة الأعراض التي احتاجت للدخول إلى المستشفى للعلاج، إضافة إلى مقارنة نسب الوفيات بين الموجة الأولى والثانية.
وإذا أخذنا بريطانيا مثالا فهي تشهد حاليا تزايدا في أعداد الحالات بشكل يفوق الضعف عما تم تسجيلة في ذروة الموجة الأولى.
لكن أعداد الحالات التي تحتاج لعلاج بالمستشفى ونسب الوفيات في بريطانيا حاليا أقل وبوضوح وأبطأ في التزايد مما كان الوضع عليه أثناء الموجة الأولى.
ولا يمكن أيضا بسبب ذلك أن نتوقع موجة ثانية بسيطة وضعيفة لأننا لا نعلم تحديدا موقعنا في الموجة الثانية ومتى ستحدث ذروتها فربما نكون لا زلنا في بدايتها.
هل حدثت تغيرات جينية (طفرات) في فيروس كورونا سببت ضعفا أو قوة؟
هناك بعض الأدلة العلمية التي تشير إلى حدوث بعض الطفرات في فيروس كورونا، ولكن علماء الفيروسات إلى الآن يؤكدون أن هذه التغيرات الجينية لم تسبب ضعفا أو قوة أو تغييرا واضحا في السلوك الفيروسي.
فبالرغم من تزايد أعداد حالات كوفيد-19 الواضح حاليا، فإن التفسير المنطقي له هو تزايد أعداد التحليلات وجاهزية الدول مقارنة بما كان الوضع عليه أثناء الموجة الأولى للانتشار الفيروسي.
ولا يستنتج العلماء من تسجيل أعداد أقل من الحالات الخطيرة ونسب الوفيات مقارنة بالموجة الأولى ضعفا في الفيروس، ذلك لأنه لا يُعلم بعد شكل الموجة الثانية وموقع ذروتها فربما نكون لازلنا في البداية.
هل يمكن أن أصاب بعدوى فيروس كورونا مرة ثانية؟
عندما يتعرض شخص لعدوى فيروس كورونا فإن جسمه يكوّن مكونات مناعية (أجسام مضادة) تساعد في مقاومة العدوى، لكن كفاءة وقوة هذه المكونات المناعية على مدى أشهر بعد العدوى لا تزال محل دراسة العلماء.
في دراسة فرنسية اشترك فيها 11 شخص أصيبوا بنوبتان من عدوى كوفيد-19، لم يستطع الباحثون الأطباء تحديد إذا ما كانت الإصابة الثانية عدوى فيروسية جديدة أو إعادة تنشط للفيروس الذي لم يتخلص منه الجسم في المرة الأولى.
وبالرغم من الأخبار العالمية المستمرة عن تكرر العدوى بفيروس كورونا إلا أن الدراسات العلمية الموسعة لم تستطع إثباتها، بل أنها قد وجدت تفسيرات مضادة لحدوث تكرر العدوى.
ولكن من معلوماتنا السابقة عن الفيروسات أن بعضها مثل فيروس الإنفلونزا يستطيع التحور وتغيير نفسه كل موسم للهرب من تعرف جهاز المناعه عليه ولذا نحتاج للقاح الإنفلونزا كل عام.
لذلك فالطريقة الآمنة هي اتباع وسائل الوقاية المختلفة حتى وان أصيب الشخص بعدوى كورونا سابقا، والتزام توصيات العزل لمدة 10 أيام إن ظهرت عليه أحد الأعراض الأساسية لكوفيد-19.
والاستمرار بالعزل واستكمالة إلا في حالة اجراء اختبار المسحة وظهور نتيجة سلبية لها.
كيف يمكن أن نفرق ما بين أعراض عدوى كوفيد-19 وبين أعراض الإنفلونزا؟
أحيانا يكون من الصعب أن نفرق بين أعراض عدوى كوفيد-19 وبين أعراض الإنفلونزا، ولكن وفقا للقوانين الصحية الوقائية في بريطانية يتأكد اشتباه عدوى كوفيد-19 اعتمادا على ظهور أحد 3 أعراض أساسية.
وهذه الأعراض هي:
- ارتفاع درجة الحرارة
- السعال الجديد المستمر: يستمر لمدة ساعة أو يأتي في 3 نوبات أو أكثر خلال 24 ساعة
- تأثر حاسة الشم او التذوق (ولا يلزم اختفاءها الكامل)
في حالة حدوث أحد هذه الأعراض تعتبر عدوى كوفيد-19 بنسبة كبيرة ويتم البدء باتباع توصيات العزل فورا واستكمالة لمدة 10 أيام يعاد بعدها تقييم الأعراض، إلا إذا ثبت أن العدوى ليست كوفيد-19 بنتيجة تحليل سلبية لاختبار المسحة (PCR).
ولا يعد اجراء أي تحليلات أخرى أو ظهور أشعة مقطعية طبيعية سببا كافيا لإنهاء العزل أو استبعاد كون العدوى اشتباه كوفيد، حيث أنها ترتبط فقط بزيادة شدة المرض وليس بوجود العدوى الفيروسية.
تسبب أعراض كوفيد-19 فيروس من نوع فيروسات كورونا يسمى سارس كوفي 2 (SARS CoV-2)، بينما تسبب عدوى الإنفلونزا سلالات فيروس الإنفلونزا المختلفة التي تدور في الجو كل عام.
هل يمكن أن ينقل شخص طبيعي لا تظهر عليه أي أعراض العدوى بفيروس كورونا لغيره؟
نعم، الشخص الطبيعي الذي لا تظهر عليه أي أعراض يستطيع نقل العدوى بفيروس كورونا لغيره ولا يلزم ظهور أي أعراض لنقل العدوى.
تكون العدوى بفيروس كورونا بدون أعراض في العديد من الأشخاص وينتقل الفيروس عن طريق الرذاذ الذي يصدر من المصاب أثناء التحدث أو السعال أو العطس.
كما أن الدراسات قد أكدت أن الشخص المصاب بفيروس كورونا يمكن أن ينقل العدوى لغيرة بداية من يومين أو ثلاثة أيام قبل ظهور الأعراض عليه.
لذا فالالتزام بوسائل الوقاية من ارتداء للكمامات والتزام بمسافة التباعد الجسدي يعد من أهم طرق الحد من الانتشار الوبائي.
ما هي وسائل الوقاية التي يساعد الالتزام بها على الحد من الانتشار الوبائي لفيروس كورونا؟
1-الالتزام بمسافة التباعد الجسدي وهي 1-2 متر بين الأشخاص الذين لا يعيشون في منزل واحد.
2-التهوية الجيدة المستمرة في المصالح العامة، والتطهير المستمر للأسطح المختلفة.
3-ارتداء كمامات القماش للأشخاص الأصحاء أكبر من 12 عام في الأماكن العامة، وتنصح توصيات منظمة الصحة العالمية WHO الأصحاء أكبر من 65 عام بارتداء كمامات طبية.
4- الالتزام بالعزل المنزلي واتباع توصياته في حالة ظهور أحد الأعراض الأساسية لعدوى كورونا، وهذه الأعراض هي: ارتفاع درجة الحرارة-السعال-تأثر حاسة الشم.
5-الحفاظ على إتيكيت السعال والعطس: بالسعال والعطس في الجزء الداخلي من الذراع لمنع انتشار الزذاذ.
6-غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون بالطريقة الصحيحة التي تستغرق 20 ثانية على الأقل، أو تطهيرها باستخدام الكحول بنسبة 70% .
كيف تستعد دول العالم للموجة الثانية وما هي توصيات منظمة الصحة العالمية WHO للاستعداد؟
أصدت منظمة الصحة العالمية WHO مؤخرا توصيات بالبدء في الاستخدام الموسع للقاح الأنفلونزا هذا العام على مستوى العالم.
ودعت الجهود العالمية للتوجه نحو التعامل الأمثل مع موسم الإنفلونزا لهذا العام، والذي يتزامن من موجات تالية من انتشار فيروس كورونا يُخشى حدوثها في العديد من الدول.
أعلن العلماء عن خطورة العدوى بفيروس الإنفلونزا وفيروس كورونا معا، خاصة وأن الفئات المعرضة للإصابة بالإنفلونزا ومضاعفاتها هي نفس الفئات المعرضة للإصابة بفيروس كورونا وخطر مضاعفاته، ومنهم كبار السن والمرضى بأمراض تنفسية مزمنة.
كما نصحت الدراسات العلمية بإنقاص الوزن الزائد حيث أن الأدلة العلمية تربط بين السمنة ومخاطر التعرض لعدوى فيروس كورونا.
وفي تصريحات علمية حذر الأطباء من التدخين الذي يؤثر على صحة الرئتين ويجعلهما أكثر تعرض لأعراض شديدة بسبب عدوى كوفيد-19.
إقرأ أيضا..
- فيروس كورونا: ما هي التوصيات البريطانية للعزل والعلاج المنزلي الصحيح؟
- متى يجب ارتداء الكمامات وما النوع المناسب في كل حالة؟ (الرأي العلمي الأحدث)
- التعافي من فيروس كورونا : أعراض ما بعد الشفاء وتوصيات المستشفيات البريطانية لمرحلة التعافي
- فيروس كورونا: متى تظهر الأعراض بعد الإصابة؟ وكيف تتطور يوماً بيوم؟