تعتبر حساسية الصدر asthma من حالات الرئتين الشائعة التي تسبب صعوبات تنفسية تحدث في بعض الأوقات، ويمكنها أن تصيب الأشخاص في كل الأعمار لكنها تبدأ في عمر الطفولة في كثير من الأحيان.
تعاني الرئتين في حالة حساسية الصدر من ضيق مفاجيء في الشعب الهوائية وانتفاخ وتورم بها أو ما يعرف بالربو كما هو موضح بالصورة التالية.
physio-pedia
بالإضافة إلى إفراز كميات كبيرة من المخاط مما يسبب السعال وضيق التنفس وظهور صوت عالي مميز له (صفير الصدر أو الأزيز).
ولذلك يتم علاج نوبة حساسية الصدر باستخدام موسعات الشعب الهوائية التي تسبب ارتخاء العضلات المحيطة بها في شكل بخاخات ومن أشهرها دواء سالبيوتامول (غالبا بخاخة زرقاء).
كما يستخدم المريض بخاخات من عقار كورتيزن لتقليل التورم في الشعب والوقاية من تكرر حدوث النوبات (غالبا بخاخة بنية).
لا يعرف العلم إلى الآن بدقة سببا مباشرا لحدوث حساسية الصدر، لكن إلى الآن فما اتفق عليه العلماء أنها تحدث بسبب اتحاد عوامل الوراثة والبيئة التي نشأ وعاش فيها الشخص.
وقد وضحت التوصيات البريطانية أسبابا يمكنها أن تجعل الشخص أكثر تعرضا للإصابة بحساسية الصدر، وهي:
التعرض لدخان السجائر في فترة الطفولة..
يعتبر التعرض لدخان السجائر في فترة الطفولة من أهم العوامل التي تزيد من احتمالات حدوث حساسية الصدر.
حيث وضحت الدراسات الإحصائية أن نسبة كبيرة من الأطفال الذين يصلون لغرف الطورائ بالمستشفيات يعيشون مع أب أو أم مدخنين.
يسمى هذا النوع من التدخين بالتدخين السلبي، الذي يتضمن البقاء في غرفة واحدة مع أحد المدخنين.
الإصابة بأنواع أخرى من الحساسية..
يعتبر احتمال الإصابة بحساسية الصدر أكبر إذا كان الشخص يعاني من أنواع اخرى من الحساسية مثل حساسية الأنف أو حساسية الطعام او حساسية الجلد (الإكزيما).
تعرف هذه الأنواع من الحساسية ب “الحساسية التأتبية” وهي حالات يسببها تهيج وتفاعل مبالغ فيه من جهاز المناعة ضد مواد ليس من الطبيعي أن تسبب هذا التهيج.
تدخين الأم للسجائر في وقت الحمل..
يعتبر تدخين الأم للسجائر في وقت الحمل من الأسباب المعروفة علميا كعامل يغير بيئة الجنين ويتسبب في حدوث التهاب القصيبات في الأطفال وحساسية الصدر في الأطفال.
وذلك يمكن تفسيره بما وضحته الدراسات العلمية من أن تدخين الأم الحامل يسبب تغيرات جينية وراثية في الأحماض النووية DNA للجنين.
كما أكدت دراسة حديثة أن تدخين الأم للسجائر في فترة الحمل يرتبط بزيادة احتمالات إصابة الطفل بحساسية الصدر بمقدار 1.5 ضعف عند وصوله لعمر 31-36 عام.
الإصابة بمرض التهاب القصيبات في عمر الطفولة..
التهاب القصيبات bronchiolitis هو مرض تنفسي شائع يصيب الأطفال أقل من عامين في العمر، وتسببه في الغالب عدوى فيروسية ب الفيروس المخلوي التنفسي (RSV).
معظم الأطفال المصابون بهذه العدوى يتحسنون خلال 2-3 أسابيع بدون الحاجة لعلاج، ولكن في بعض الحالات النادرة قد يعاني الطفل من أعراض حادة ويحتاج لعلاج بالمستشفى.
وقد اكدت الأبحاث ارتباطا وثيقا بين الإصابه بهذه العدوى وبين حدوث حساسية الصدر وبدء المعاناه منها.
تزداد فرص حدوث هذه العدوى في حالة التعرض لدخان السجائر، وثلا في حالة كون الأب أو الأم من المدخنين.
العامل الوراثي..
يتحدد العالمل الوراثي بوجود تاريخ عائلي للإصابة بحساسية الصدر أو أي أنواع أخرى من الحساسية التأتبية.
حيث أن الدراسات العلمية المتعددة وجدت شفرات وراثية تزيد احتمالات حدوث الحساسية وتنتشر بين أفراد العائلة الواحدة.
الولادة المبكرة أو الوزن الأقل من الطبيعي وقت الولادة..
تكون احتمالات الإصابة بحساسية الصدر أكبر في حالات الولادة المبكرة للطفل أو الولادة بوزن أقل من الطبيعي.
حساسية الصدر المتعلقة بعمل الشخص..
تسبب بعض أنواع العمل زيادة في احتمالات الإصابة بحساسية الصدر، ويحتاج ذلك أحيانا لتغيير طبيعة العمل، وتعرف الحساسية في هذه الحالة بحساسية الصدر المهنية occupational asthma.
فيما يلي بعض أشهر أسباب حساسية الصدر المهنية:
–أيزوسيانيد: وهس مادة كيميائية توجد في الدهانات
–الدقيق و غبار الحبوب الغذائية المختلفة
–أبخرة مادة كولوفوني: وهي مادة طبيعية تستخدم في الأصماغ وأحبار الطباعة والمواد العازلة
–لاتكس: وهو مادة تستخدم في صناعة الدهانات والقفازات الطبية وغيرها
–شعر الحيوانات المختلفة
–غبار الأخشاب
يعتبر العاملين في الدهانات والخبازين والممرضين والعاملين بالمصانع الكيميائية والمجالات التي تتعامل مع الحيوانات من الأشخاص الأكثر تعرضا لاحتمالات الإصابة بحساسية الصدر.
كيف يمكنك حماية نفسك وعائلتك؟
هناك أسباب لحدوث حساسية الصدر لا نستطيع تجنبها كالتأثر بالعوامل الوراثية والإصابة بأنواع أخرى من الحساسية، ولكن لا يزال هناك مما يمكنك فعله لحماية نفسك وعائلتك.
يمكنك تقليل احتمالات الإصابة بحساسية الصدر وحماية نفسك وعائلتك بالامتناع عن التدخين وحماية الأطفال والأجنة من خطر التعرض لدخان السجائرالذي يرفع احتمالات حدوث حساسية الصدر بشكل واضح.
كما أن الابتعاد عن الملوثات الكيميائية المختلفة من أهم العوامل التي تقلل احتمالات الإصابة بحساسية الصدر.
تعتبر حساسية الصدر من الحالات التي يمكن أن عرض لحدوث الأزمة التنفسية التي تزداد فيها أعراض الحساسية وتقل استجابتها للعلاج مما يعني ضروة التعامل معها بشكل خاص.
يمكن التعرف على أسباب وكيفية التعامل مع الأزمة التنفسية بالضغط على هذا الرابط.
إقرأ أيضا..
- حساسية الأنف: ما العلاج الوحيد الذي يمكن أن يخلصك من حساسية الأنف نهائيا؟
- 5 طرق أساسية لعلاج احتقان الأنف ونصائح للنوم الأفضل.. بحسب توصيات المستشفيات البريطانية
- لقاح الأنفلونزا: مع زيادة أهميته هذا العام تعرف على موانع تناوله وأعراضه الجانبية المحتملة
- علاج الصداع النصفي: كل ما يهم أن تعرفه عن الطرق الطبيعية واستخدام الأدوية والأجهزة المنزلية
