فيروس كورونا: التحور الجديد يخرج من تحت السيطرة في بريطانيا، فكيف أثر على الفيروس والوباء؟
فيروس كورونا: التحور الجديد يخرج من تحت السيطرة في بريطانيا، فكيف أثر على الفيروس والوباء؟
أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانوك أن التحور الفيروس الجديد الذي تم اكتشافه في بريطانيا منذ أيام قد خرج من تحت السيطرة، وأن تشديد الحظر كان خطوة ضرورية وواجبة لحماية البريطانيين.
جاء هذا بعد أن صرح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأن التحور الفيروس الجديد (بسبب طفرة وراثية جينية) يمتلك قدرة أعلى على الانتشار، وبنسبة تفوق الأشكال الجينية الأخرى لفيروس كورونا بما يصل إلى 70%.
وأن هذا التحور الجديد هو المسؤول حاليا عن ما يفوق 62% من عدوى كوفيد-19 في لندن.
كما صرحت منظمة الصحة العالمية اليوم 20 ديسمبر أن علماءها على اتصال مستمر بالسلطات البريطانية لمتابعة احدث التطوررات بخصوص التحور الجديد.
وأعلنت هولندا اليوم حظر الطيران القادم من بريطانيا بسبب ظهور هذا التحور البريطاني الجديد الأسرع في انتشاره.
وبحسب التصريحات الرسمية البريطانية فإنه لا دليل علمي للآن يشير إلى أن التحور الجديد قد زاد من خطورة العدوى.
تقارير وتصريجات سابقة..
كانت التقارير الأولية لوزير الصحة البريطاني مات هانوك تشير إلى وجود حوالي 1000 حالة مصابة بالتجور الجديد لفيروس كورونا، وأن انتشاره في الغالب يتخذ نهجا متزايدا في جنوب شرق انجلترا.
وكانت الصحة العالمية WHO قد اعلنت يوم الإثنين الماضي أنه لا دليل علمي قوي يشير إلى ان التحور البريطاني الجديد قد سبب تغيرا في سلوك فيروس كورونا.
ولكن المسؤولون البريطانيون قد أعلنوا يوم السبت أن هذا التحور قد منح الفيروس قدرة فائقة على الانتشار.
ترجع أهمية التحور الجديد في بريطانيا إلى أنه يشمل تغيرات أثرت على البروتين السطحي الشوكي لفيروس كورونا الذي هو مفتاح دخول فيروس كورونا إلى الخلية البشرية، يحسب التصريحات العلمية يوم الثلاثاء 15 ديسمبر.
التحور الجديد..
أعطى العلماء التحور الجديد أو الشكل الفيروسي الجديد رمز VUI-202012/01 ، ولهذا التحور حوالي 23 تغير وراثي جيني (طفرة)، وترتبط العديد من هذه الطفرات بتغير تركيب البروتين السطحي الشوكي لفيروس كورونا.
رمز العلماء لأهم هذه الطفرات وأقواها تأثيرا ب N501Y. وهذا يشير نظريا إلى إمكانية تأثير ذلك على سهولة دخول الفيروس للخلايا البشرية.
حيث أن دخول فيروس كورونا للخلية يحدث من خلال اتحاد هذا البروتين السطحي مع مستقبلات خاصة على سطح الخلية البشرية تسمى ACE2 كما هو موضح بالصورة التالية.
وقد تعمل التغيرات التركيبية في شكل هذا البروتين على زيادة سهولة ارتباطه بمستقبلات الخلايا ويالتالي سهولة انتقال العدوى وانتشارها على نطاق واسع، وهو ما أعلنت عنه التصريحات البريطانية بالفعل.
حيث أكد سير باتريك فالانس يوم السبت أن الدراسات التحليلية العلمية قد وضحت قدرة زائدة للتحور أو السلالة الفيروسية الجديدة على الانتشار والانتقال بين البشر بشكل سبب تزايد أعداد الحالات بسرعة أكبر من توقعنا.
ظهر هذا التحور البريطاني في بريطانيا سبتمبر الماضي، وبحلول نوفمبر كان مسؤولا عن حوالي 28% من حالات كوفيد-19 في لندن، وفي ديسمبر أصبح السبب في 62% من الإصابات في العاصمة لندن.
ويخبرنا هذا بأن التحور الجديد لا يتحرك وينتقل بسرعة عالية فقط، لكنه يتخذ سلوكا نحو أن يكون هو الشكل الفيروسي السائد ويحل محل غيره من الاشكال الفيروسية التي عرفناها منذ بدء الوباء.
التحورات والتغيرات الجينية الفيروسية..
تعتبر التحورات والتغيرات الجينية عمليات طبيعية ومتوقعة علميا تحدث في الفيروسات مع تكاثرها وانتقالها بين البشر، فهي في الحقيقة عبارة عن أخطاء متوقعة في نسخ الشفرات الوراثية الذي يحدث مع التكاثر الفيروسي.
لكن العلماء يراقبون عن كثب هذه التغيرات ويتأكدون من تأثيراتها باستمرار تحسبا لظهور أي طفرة أو تحور مؤثر يؤدي لظهور سلالة جديدة مختلفة الخواص، كما حدث في بريطانيا مؤخرأ.
وقد كانت الطفرة التي ظهرت في حيوان المنك في مزارع الدنمارك من التحورات الهامة التي سببت قلقا مؤخرا ولا زالت الدراسات تجري للتأكد من تأثيراتها بعد أن ظهرت نتائج مطمئنة مؤخرا.
كما أعلنت دولة جنوب أفريقيا بتاريخ 18 ديسمبر عن ظهور تحور جديد قد يرتبط بالموجة الوبائية الثانية في أراضي البلاد.
في حالة فيروس كورونا المسبب لكوفيد-19، فإن التحورات تحدث بمعدل 1-2 تحور في كل شهر عالميا، وذلك بحسب أخصائيو اللجنة العلمية للدراسة الجينية لكوفيد-19 في بريطانيا COG-UK.
إقرأ أيضا..
- هل سبب تحور فيروس كورونا في بريطانيا زيادة في خطورة كوفيد-19 أو أثر على كفاءة اللقاحات؟
- لقاح مودرنا ضد كورونا ينال الترخيص الأمريكي بعد أسبوع من ترخيص لقاح فايزر، فما الفارق بينهما؟
- فيروس كورونا: تحور فيروسي جديد في جنوب افريقيا قد يكون السبب وراء الموجة الوبائية الثانية
- الحقيقة وراء لقاح كورونا الأسترالي الذي سبب نتائج إيجابية كاذبة لفيروس نقص المناعة البشري