دول عديدة تمنع السفر القادم من بريطانيا، فما هي الحقيقة الوحيدة المؤكدة عن سلالة كورونا الجديدة؟
دول عديدة تمنع السفر القادم من بريطانيا، فما هي الحقيقة الوحيدة المؤكدة عن سلالة كورونا الجديدة؟
فرضت دول عديدة حول العالم قيود على السفر القادم من بريطانيا بسبب مخاوف بخصوص انتقال سلالة فيروس كورونا الجديدة التي ظهرت في بريطانيا إلى شعوبها.
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن السلالة الجديدة قد ظهرت أيضا في 9 حالات بالدنمارك، وحالة في كل من هولندا واستراليا، وقد اعلنت إيطاليا أيضا عن ظهورها في أحد حالات كورونا بها.
تعتبر الدنمارك هي آخر دولة أضيفت إلى قائمة الدول التي منعت أو حظرت أغلب الرحلات القادمة إليها من الأراضي البريطانية.
الحقيقة الوحيدة المؤكدة أن عن سلالة كورونا البريطانية (بسبب طفرة وراثية جينية) أنها تمتلك قدرة أعلى على الانتشار، وبنسبة تفوق الأشكال الجينية الأخرى لفيروس كورونا بما يصل إلى 70%.
وقد صرح العلماء البريطانيون أن العمل جاري على قدم وساق للتأكد من تأثير التحور الجديد على خطورة الفيروس وخواصه الأخرى وكفاءة عمل اللقاحات، إلا أن الشواهد المبدأية تشير إلى ضعف احتمالات ذلك.
فكيف يتأكد العلماء من تأثير الطفرة الجديدة على فيروس كورونا؟ وما هي الدول التي منعت الرحلات البريطانية من القدوم إلى أراضيها؟
كيف يتأكد العلماء من تأثير الطفرة الجديدة على فيروس كورونا: انتشاره وشراسته وكفاءة اللقاحات المطورة ضده؟
بمساعدة الدراسات الجينية تأكد العلماء من الارتباط بين الطفرة الجديدة والانتشار الفيروسي المتزايد في المناطق التي تم اكتشاف هذه الطفرة بها.
حيث اتضح أن هذا التغير الوراثي الجيني (الطفرة) سهل دخول فيروس كورونا إلى الخلايا، عن طريق تغيير البروتين السطحي الشوكي للفيروس والذي يعتبر مفتاح دخول الفيروس للخلايا.
ونتج عن ذلك زيادة الانتشار الفيروسي بهذه النسبة الكبيرة 70%، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة تأثير سلالة كورونا ذات الطفرة الجديدة على قوة المرض وشراسته وقدرة الجسم على مقاومته.
تأثير التحور الجديد على شراسة الفيروس..
لا يعتقد العلماء أن التحور الجديد قد أثر على شراسة الفيروس، حيث أن انتشاره لم يرتبط بتزايد واضح في أعداد حالات كورونا التي احتاجت لعلاج بالمستشفيات أو بزيادة أعداد الوفيات بسبب كورونا.
ظهر هذا التحور البريطاني في بريطانيا سبتمبر الماضي، وبحلول نوفمبر كان مسؤولا عن حوالي 28% من حالات كوفيد-19 في لندن، وفي ديسمبر أصبح السبب في 62% من الإصابات في العاصمة لندن.
وبالمقارنة المبدأية الإحصائية كان انتشار السلالة الجديدة مصحوبا بالزيادة المتوقعة في أعداد الحالات الحرجة والوفيات، وبسلوك وطريقة مشابهة للسوك الفيروسي الوبائي المعروف.
ولذلك فإن تأثيرة على شراسة الفيروس غير متوقع علميا، إلا أنه سيظل محل دراسة بحسب التصريحات الرسمية البريطانية.
وذلك بمتابعة حالات كورونا التي أصيبت بالسلالة الجيدة ومقارنة تطورات المرض بما هي عليه في حالة الإصابة بالعدوى بالأشكال الفيروسي المختلفة عن السلالة الجديدة.
تأثير التحور الجديد على اللقاحات..
صرح العلماء البريطانيون أنهم لا يتوقعون أن يكون التحور الجديد قد أثر على كفاءة اللقاحات، كما قد أعلن وزير الصحة الالماني أن علماء الاتحاد الأوروبي يتفقون مع هذا الاعتقاد.
وجاء في تصريحات إيوان بيرني-نائب مدير المعمل الأوروبي للبيولوجيا الجزيئية-لصحيفة الجارديان البريطانية:
” نحن لدينا كل الأسباب العلمية التي تجعلنا نعتقد أن لقاحات كورونا ستعمل بنفس الكفاءة ضد السلالة الجديدة، وذلك بالرغم من أن ذلك يحتاج إلى دراسات تأكيدية”.
وعلى صعيد آخر أشار بعض العلماء أن اللقاحات التي تعمل بتقنية الحمض النووي mRNA مثل لقاح فايزر ولقاح مودرنا من سهل تغيير اهدافها وتعديلها لرفع كفاءة اللقاح ضد السلالة الجديدة، هذا إذا اتضح أنها تأثرت.
دول منعت الرحلات البريطانية من القدوم إلى أراضيها..
تعتبر الدنمارك آخر دولة تمنع الرحلات البريطانية من القدوم إلى أراضيها حيث أعلنت ذلك في التاسعة من صباح هذا اليوم.
وفي خلال ال 24 ساعة الماضية منعت العديد من الدول السفر القادم إلى بريطانيا ومنها:
-هولندا: منعت رحلات الطيران القادمة من بريطانيا إلى بداية يناير
-بلجيكا: منعت رحلات الطائرات والقطارات من بريطانيا لمدة 24 ساعة في انتظار المزيد من الوضوح بخصوص السلالة الجديدة.
-إيطاليا منعت الطيران من بريطانيا إلى 6 يناير.
-فرنسا وأيرلندا أوقفتا كل الرحلات القادمة من بريطانيا لمدة 48 ساعة.
-بلغاريا منعت وصول رحلات الطيران من بريطانيا إلى 31 يناير.
-النمسا وألمانيا أوقفتا الرحلات لمدة غير محددة.
-البرتغال سمحت فقط لمواطنيها بالعودة من بريطانيا بعد التأكد من سلبية نتائج تحليل كورونا.
-تركيا أعلنت إيقاف الرحلات القادمة من بريطانيا وهولندا وكل الدول التي ظهرت فيها السلالة الجديدة.
-كندا اوقفت الرحلات البريطانية لمدة 72 ساعة.
-المملكة العربية السعودية منعت كل الرحلات الدولية لمدة أسبوع.
-وذلك بالإضافة إلى تشيك والمغرب وتشيلي وفنلندا والأرجنتين.
التحور الجديد..
أعطى العلماء التحور الجديد أو الشكل الفيروسي الجديد رمز VUI-202012/01 ، ولهذا التحور حوالي 23 تغير وراثي جيني (طفرة)، وترتبط العديد من هذه الطفرات بتغير تركيب البروتين السطحي الشوكي لفيروس كورونا.
رمز العلماء لأهم هذه الطفرات وأقواها تأثيرا ب N501Y. وهذا يشير نظريا إلى إمكانية تأثير ذلك على سهولة دخول الفيروس للخلايا البشرية.
حيث أن دخول فيروس كورونا للخلية يحدث من خلال اتحاد هذا البروتين السطحي مع مستقبلات خاصة على سطح الخلية البشرية تسمى ACE2 كما هو موضح بالصورة التالية.
وقد تعمل التغيرات التركيبية في شكل هذا البروتين على زيادة سهولة ارتباطه بمستقبلات الخلايا ويالتالي سهولة انتقال العدوى وانتشارها على نطاق واسع، وهو ما أعلنت عنه التصريحات البريطانية بالفعل.
حيث أكد سير باتريك فالانس يوم السبت أن الدراسات التحليلية العلمية قد وضحت قدرة زائدة للتحور أو السلالة الفيروسية الجديدة على الانتشار والانتقال بين البشر بشكل سبب تزايد أعداد الحالات بسرعة أكبر من توقعنا.
ظهر هذا التحور البريطاني في بريطانيا سبتمبر الماضي، وبحلول نوفمبر كان مسؤولا عن حوالي 28% من حالات كوفيد-19 في لندن، وفي ديسمبر أصبح السبب في 62% من الإصابات في العاصمة لندن.
ويخبرنا هذا بأن التحور الجديد لا يتحرك وينتقل بسرعة عالية فقط، لكنه يتخذ سلوكا نحو أن يكون هو الشكل الفيروسي السائد ويحل محل غيره من الاشكال الفيروسية التي عرفناها منذ بدء الوباء.
التحورات والتغيرات الجينية الفيروسية..
تعتبر التحورات والتغيرات الجينية عمليات طبيعية ومتوقعة علميا تحدث في الفيروسات مع تكاثرها وانتقالها بين البشر، فهي في الحقيقة عبارة عن أخطاء متوقعة في نسخ الشفرات الوراثية الذي يحدث مع التكاثر الفيروسي.
لكن العلماء يراقبون عن كثب هذه التغيرات ويتأكدون من تأثيراتها باستمرار تحسبا لظهور أي طفرة أو تحور مؤثر يؤدي لظهور سلالة جديدة مختلفة الخواص، كما حدث في بريطانيا مؤخرأ.
وقد كانت الطفرة التي ظهرت في حيوان المنك في مزارع الدنمارك من التحورات الهامة التي سببت قلقا مؤخرا ولا زالت الدراسات تجري للتأكد من تأثيراتها بعد أن ظهرت نتائج مطمئنة مؤخرا.
كما أعلنت دولة جنوب أفريقيا بتاريخ 18 ديسمبر عن ظهور تحور جديد قد يرتبط بالموجة الوبائية الثانية في أراضي البلاد.
في حالة فيروس كورونا المسبب لكوفيد-19، فإن التحورات تحدث بمعدل 1-2 تحور في كل شهر عالميا، وذلك بحسب أخصائيو اللجنة العلمية للدراسة الجينية لكوفيد-19 في بريطانيا COG-UK.
إقرأ أيضا..
لقاح مودرنا ضد كورونا ينال الترخيص الأمريكي بعد أسبوع من ترخيص لقاح فايزر، فما الفارق بينهما؟
فيروس كورونا: تحور فيروسي جديد في جنوب افريقيا قد يكون السبب وراء الموجة الوبائية الثانية
الحقيقة وراء لقاح كورونا الأسترالي الذي سبب نتائج إيجابية كاذبة لفيروس نقص المناعة البشرية
شرح مبسط لتغيرات أشعة الصدر ودورها في تشخيص عدوى كوفيد-19 بحسب التوصيات البريطانية