ما الفرق بين تأثر العصب السابع الطرفي و تأثير السكتة الدماغية الخطيرة على الوجه؟
ما الفرق بين شلل العصب السابع الطرفي و تأثير السكتة الدماغية الخطيرة على الوجه؟
من المهم معرفة الفرق بين تأثر العصب السابع الطرفي و تأثير السكتة الدماغية الخطيرة على الوجه٬ حيث أنهما أشهر سببين لضعف عضلات الوجه.
ومع كون شلل العصب السابع حالة غير طارئة فإن السكتة الدماغية الكاملة (أو الصغرى التي تتحسن أعراضها دون تدخل) تحتاج للاسعاف الطارئ في مستشفى مجهز للعلاج أو منع المضاعفات.
ولذلك فمن المهم أن يتم التقييم الطبي العاجل لأي ضعف مفاجئ بعضلات الوجه لاستبعاد كونها جزء من أعراض السكتة الدماغية٬ خاصة إن صاحبها عدم القدرة على رفع الذراع أو صعوبة التحدث.
وفي حالة التحسن السريع لشلل عضلات الوجه المفاجئ فهذا يمكنه أن يشير لتوقف مؤقت في امداد الدم للمخ (سكتة دماغية صغرى) وهو ما يحتاج أيضا الفحص في مستشفى طوارئ وتلقى العلاج المناسب.
العصب السابع (التأثر الطرفي في العصب السابع)..
في حالة التأثر الطرفي في العصب السابع من نوع Bell’s palsy يحدث شلل مؤقت في عضلات الوجه مسببا ضعف و تهدل في نصف كامل من الوجه وقد يحدث هذا التأثر بشكل تدريجي على مدى 72 ساعة أو قد يكون سريعا و مفاجيء.
ويظهر ذلك في شكل:
-اختفاء تجاعيد الجبهة عند رفع الحاجبين
-تهدل عضلات الجفون ولا يستطيع الشخص المصاب بالعصب السابع فتح عينه جيدا في نصف الوجه المتأثر
-اختفاء انثناء الخد بجانب الأنف و انخفاض مستوى نصف الفم
-لا يستطيع الشخص ملء تجويف الخد على الناحية المتأثرة من الوجه.
-ويصاحب ذلك أحيانا جفاف الفم وفقد الإحساس بالطعم وجفاف العين واحمرارها.
كما هو موضح في الصورة التالية.
لا يعرف طب اليوم الحديث إلى الآن السبب الدقيق وراء حدوث هذه الحالة المرضية٬ إلا أن أحد النظريات أنها تحدث بسبب التهاب العصب السابع في ناحية من الرأس نتيجة لعدوى فيروسية مثل نزلات البرد أو الالتهاب السحائي.
وتتحسن حالات العصب السابع غالبا بعد مرور أسبوعين إلى 9 أشهر٬ إلا أن نتائج العلاج تكون أفضل ما يكون إذا تم البدء به خلال أول 72ساعة من ظهور الأعراض.
وهناك أسباب أخرى للتأثر الطرفي للعصب السابع تتمثل في العدوى الميكروبية أو الجرح بسبب جراحة أو كسور أو وأمراض الأعصاب الطرفية وغيرها.
السكتة الدماغية..
تحدث السكتة الدماغية stroke عندما يتوقف وصول الدم لجزء من المخ٬ بسبب تكون جلطة دموية في الأوعية الدموية الدماغية٬ ويمكن أن تحدث بسبب نزف في أحد الأوعية الدموية في المخ.
و للسكتة الدماغية 3 أعراض أساسية أولها ضعف بعض عضلات الوجه مما يؤدي لسقوط في ملامح الوجه على ناحية واحدة، وقد يصبح الشخص غير قادر على الابتسام أو فتح فمه أو عينه.
وحين تؤدي السكتة الدماغية لتأثر في العصب السابع (شلل) يمون ناتجا عن تأثر الخلايا المركزية في القشرة المخيّة و أي تأثر في المسار العصبي منها حتى منطقة الجسر (pons) في جذع المخ ويسمى بالتأثر المركزي في العصب السابع.
وفي هذه الحالة لا يتم فقد تجاعيد الجبهة في الناحية المتأثرة من الوجه و يكون الشخص قادرا على رفع حاجبه في الناحية المتأثرة بسبب وجود تغذية عصبية مزدوجة من ناحيتي المخ لهذه المناطق ٬ وهو ما يختلف عن حالة التأثر الطرفي في العصب السابع.
لكن تأثر العصب السابع المركزي والطرفي يشتركان في فقد الثنية الخد بجانب الأنف وتهدل الفم في الناحية المتأثرة من الوجه٬ حيث لا توجد تغذية عصبية مزدوجة من جانبي المخ لهذه المناطق.
ويصاحب السكتة الدماغية أعراض أخرى يوضحها مقال طب اليوم في هذا الرابط بالإضافة لكيفية حدوثها: 3 أعراض أساسية لاشتباه السكتة الدماغية تستلزم اللجوء للمساعدة الطبية العاجلة.. فما هي؟
وتوضح الصورة التالية الفرق بين:
-تأثر العصب السابع الطرفي الذي يحدث نتيجة التهاب بعد نزلات البرد أو بدون سبب واضح (B) (تأثر الجزء العلوي (اختفاء تجاعيد الجبهة) والسفلي من جانب الوجه الأيمن)
-وبين التأثر المركزي في العصب السابع الذي يحدث نتيجة السكتة الدماغية أو حادثة سببت نزفا بالدماغ (A) (تأثر الجزء السفلي وحده هو الواضح في جانب الوجه الأيمن مع وجود تجاعيد الجبهة).
وتجدر الإشارة بأن التأثر المركزي في العصب السابع قد يحدث بسبب السكتة الدماغية أو نمو أو عدوى تؤثر على الخلايا أو الأعصاب في القشرة المخية وصولا إلى جسر جذع المخ٬ ويمكن أن يحدث مع التصلب المتعدد.
ومن المهم أن يحدد الطبيب المتابع نوع تأثر العصب السابع حي يتمكن من تشخيص السبب وعلاج المريض بالشكل الصحيح.
كيف يمكن تفسير هذا الاختلاف؟
يمكن تفسير هذا الاختلاف بمعرفة أن تأثر العصب الطرفي المغذي لعضلات نصف الوجه يؤثر على العصب بكل مكوناته وتغذيته مما يؤثر على الجزء العلوي والسفلي من هذا النصف (شكل C في الصورة التالية).
أما في حالة تأثر العصب السابع المركزي الذي يحدث في القشرة المخية أو في أي منطقة قبل جسر جذع المخ٬ فإن تأثر الخلايا العصبية يحدث في مناطق قبل تداخل الأعصاب من جانبي المخ لتغذية الجزء العلوي من جانب الوجه تغذية مزدوجة من فصي المخ الأيمن والأيسر (شكل B في الصورة التالية).
ولذلك فإن الجزء العلوي من جانب الوجه المتأثر بشلل العصب السابع المركزي لا يفقد قدرته تماما بسبب تبقي وصول تغذية عصبية له من فص المخ الذي لم يتأثر بالسكتة الدماغية.
كما هو موضح بالصورة التالية.
وتؤكد التوصيات الطبية على ضرورة التقييم الطبي العاجل في مستشفى طوارئ عند حدوث ضعف مفاجئ بعضلات الوجه واشتباه العصب السابع٬ لاستبعاد كونها جزء من أعراض السكتة الدماغية خاصة في حالة وجود أعراض أخرى تشير إليها.
إقرأ أيضا..
-5 اعراض عابرة تعني توقف مؤقت في وصول الدم للمخ.. وعدم الانتباه يعرض لحدوث السكتة الدماغية
-لماذا لا ينسى المصابون بفقدان الذاكرة كيفية التحدث؟ – شيزلونج
-أمراض الضمور العصبي:ما هي أنواعها وكيف تؤثر على حياة المريض؟
-فيبروميالجيا: كيف يعرف المصاب أن آلامه المستمرة بسبب هذا الداء؟ وما هي أحدث توصيات العلاج؟