النقرس (داء الملوك): كيف يحدث وما أحدث توصيات العلاج؟
ما العقاقير التي تساعد على تحسن آلام النقرس؟ وما العقاقير التي تساعد على الوقاية من تكرر النوبات؟
يرتبط النقرس أو ما يعرف بداء الملوك بتناول اللحوم الحمراء ودهونها بكثرة، ولذلك عرف بهذا الاسم الذي ظهر بسبب ازدياد حالات النقرص بين الملوك والأشخاص الأغنياء عبر التاريخ.
يسبب النقرس التهاباً و آلاماً حادة مفاجئة في المفاصل، ويعتبر مفصل الإصبع الأكبر بالقدم أكثر المفاصل تأثرا بالنقرس ، وتليه مفاصل أصابع اليد أو الرسغ أو الكوعين أو الركبيتين.
يؤثر تكرار نوبات آلام النقرس على المفاصل تأثيرا سلبيا، ولكن مع العلاج الصحيح فإنه يمكن حماية المفاصل من أي تأثيرات دائمة.
لذا يوصى بالذهاب للطبيب عند ظهور آلام والتهابات بالمفاصل لعلاج نوبة الآلم والعمل على منع حدوث نوبات أخرى.
يتم تشخيص النقرس بتحليل لمستوى حمض اليورك في الدم، ويمكن أن يتم إجراء بعض الأشعات، ويلجأ الطبيب أحيانا لبذل عينة من السائل المحيط بالمفصل لتحليلها.
يختلف علاج نوبات آلام النقرس عن العلاج الذي يتم تناوله بعد انتهاء النوبات لتقليل حمض اليوريك ومنع تكررها. بل إن تناول العقاقير المقللة لحمض اليوريك أثناء حدوث نوبات الألم يمكن أن يزيد حدتها.
فكيف يحدث النقرس؟ وما هو العلاج الصحيح لنوبات آلام النقرس؟ وكيف يمكن أن نمنع نوبات النقرس المؤلمة؟
كيف يحدث النقرس؟
يحدث النقرس بسبب زيادة حمض اليوريك في الدم مما يؤدي لتكون تجمعات (كريستالات) من أحماض اليورك تتجمع حول المفاصل.
تحدث نوبات النقرس عندما تسبب هذه الكريستالات التهابا في المفصل وتظهر أعراض الألم والسخونة والإحمرار بالمفصل، ويصاحبها إحساس عام بالضعف والإرهاق وأحيانا ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
وتستمر هذه النوبات من 3-10 أيام.
يمكن أن يؤدي النقرس المزمن لسنوات لظهور كتل بيضاء صغيرة تحت الجلد (gout tophi) خاصة بالأذن أو الأصابع أو منطقة الكوعين، ويمكن أن تكون هذه الكتل مؤلمة.
كما أن التأثيرات العالية لحمض اليوريك في الدم يمكن أن تتسبب في ظهور حصوات بالكلى، وهذا سبب آخر يزيد من أهمية المحافظة على مستويات طبيعية من حمض اليوريك في الدم.
إقرأ أيضا على طب اليوم: النقرس | كيف أحصل على ما احتاجه من بروتين بأمان؟ 4 نصائح -حمض اليوريك
كيف يمكن علاج نوبات آلام النقرس؟
يمكن علاج آلام نوبات النقرس باتباع الإسعافات الأولية الصحيحة لتخيخف ألم والتهاب المفصل، بالإضافة إلى تناول المسكنات وعقار كوليشيسين الذي يعالج التهاب المفاصل في حالات النقرس.
ينبغي الحذر من البدء بتناول العقاقير المقللة لحمض اليوريك مثل ألوبيورينول Allopurinol لعلاج نوبات النقرس، وذلك لأنها يمكن أن تحرك حمض اليوريك من الغضاريف المفصلية إلى سائل المفصل مما يزيد من أعراض الالتهاب.
ومن المهم ملاحظة أن بعض عقاقير علاج ارتفاع ضغط الدم ومدرات البول مثل بندروفلومثيازايد (Bendroflumethiazide) ترتبط بزيادة مستوى حمض اليوريك في الدم.
ولذا فيجب مراجعة الطبيب ومناقشة تغيير مثل هذه العقاقير في حالة ظهور أعراض النقرس أثناء تناولها.
وفيما يلي توضيح لنصائح علاج نوبات آلام النقرس :
1-يُنصح بالراحة ورفع الساق أو الذراع المتأثر، وعدم الضغط على المفصل المتأثر أو تعريضه لصدمة أو تغطيته.
2-يتم الحفاظ على المفصل بارداً، عن طريق وضع كمادات من الثلج (بطريقة غير مباشرة بلفه في منشفة مثلا) لمدة تصل إلى 20 دقيقة في كل مرة.
3-يُنصح بشرب الماء بكثرة (إلا إذا كان هناك مشاكل في الكليتين تمنع شرب الماء بكثرة).
4-تناول الدواء الذي وصفه الطبيب بشكل عاجل ومن المتوقع أن يعطي الدواء تأثيرا واضحا خلال 3 أيام، يتم علاج نوبات آلام النقرس بالعقاقير المضادة للالتهاب بوصف الطبيب.
إقرأ أيضا على طب اليوم: هل يعني ارتفاع حمض اليوريك في الدم اصابتك بالنقرس؟ وكيف يختلف العلاج؟
ما هي العقاقير التي تستخدم لعلاج نوبات آلام النقرس؟
تتضمن العقاقير التي تستخدم لعلاج نوبات آلام النقرس ما يلي:
1-بروفين (أو أي عقار من عائلة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAID) فيما عدا الأسبرين:
يُنصح بسرعة البدء في تناول هذه العقاقير فور الإحساس بببدء نوبة الألم وبأعلى تركيزات مسموحة، ويستمر تناولها لمدة يومين بعد انتهاء نوبة آلام النقرس.
وينصح بوصف عقار لتقليل أحماض المعدة مثل أميبرازول أو لانزوبرازول لحماية المعدة من تأثير بروفين (أو أي عقار من عائلته).
إقرأ أيضا: ما هي أقصى جرعة آمنة من مسكن ألم “بروفين”؟
2-عقار كوليشيسين :
وهو مضاد للالتهاب يعمل عن طريق تثبيط الخلايا المناعية الوسيطة للالتهاب في حالات النقرص وتقليل إفراز المواد الوسيطة للالتهاب.
يُستخرج هذا العقار من نبتة تسمى كوليشيسيام أوتامنال Colchicum autumnale، عُرفت فائدتها منذ قديم الأزل لعلاج حالات التهاب المفاصل، حيث وجد وصفها في برديات مصرية عمرها يرجع ل 1500 قبل الميلاد.
وإن لم تتحسن الآلام في 3-4 أيام فيلجأ الطبيب أحيانا لوصف عقار الكورتيزون (سولوبريد) لفترة قصيرة.
كيف يمكن أن نمنع تكرر نوبات النقرس المؤلمة؟
يمكن أن نمنع تكرر نوبات الألم بتغيير نظام الحياة واتباع نظام تغذية صحي بالإضافة إلى تناول العقاقير التي تساعد على تقليل حمض اليوريك في الدم.
تتكرر نوبات آلام النقرس كل بضعة أشهر أو سنوات أو بمعدل أقل من ذلك، ولكنها يمكن أن تتكرر على فترات أكثر تقارباً إن لم يتم علاجها بالشكل الصحيح.
ومن المحفزات التي يمكن أن تبدأ نوبات آلام النقرص القلق والتوتر والكدمات المباشرة للمفاصل.
وفيما يلي اهم النصائح التي يجب اتباعها للوقاية من نوبات النقرس المؤلمة:
1-الحفاظ على وزن صحي ومناسب بإنقاص الوزن الزائد، ولذلك يُنصح باتباع الحمية الغذائية الآمنة الفعالة التي توصي بها المواقع الرسمية البريطانية والتي تسمى ب “كالوري كاونتج دايت”.
2-إتباع تغذية صحية متزنة وغنية بالخضروات والفاكهة والألبان قليلة الدسم، يمكن التعرف على التغذية الصحيحة في حالة الاصابة بالنقرس في مقال طب اليوم بهذا الرابط: كل ما يهم أن تعرفه عن الغذاء والنقرس.
3-تناول السوائل والماء بكثرة لتجنب حدوث الجفاف الذي يزيد من تركيزات الأحماض بالدم بما فيها حمض اليوريك.
4-ممارسة الرياضة بانتظام مع مراعاة تجنب الرياضات التي تضع حملا زائدا على المفاصل.
5-استشارة الطبيب بخصوص تناول فيتامين سي، حيث ربطت بعض الدراسات بين تناول فيتامين سي وبين الوقاية من نوبات النقرص.
ولكن ينبغي الحذر فكثرة تناول فيتامين سي يمكن أن تؤدي لزيادة أملاح الأوكسالات بالجسم وتكون حصوات في الكلى.
6-يُنصح بالاطمئنان على وظائف الكلى، كما ينصح بالاطمئنان على مستوى الكوليستيرول والسكر في الدم.
7- يتم تناول العقاقير التي تقلل من حمض اليوريك في الدم والتي يصفها الطبيب بانتظام.
إقرأ أيضا على طب اليوم: يوروسولفين ليس علاجا كافيا للنقرس، فما علاج النقرس الصحيح؟
ما هي العقاقير التي تقلل حمض اليوريك في الدم؟
بوصف الطبيب يمكن أن يتم استخدام العقاقير المقللة لحمض اليوريك للمساعدة على الوقاية من تكرر نوبات آلام النقرس. وهذه الادوية مثل ألوبيورينول Allopurinol وهو الخيار الأول، ويليه عقار فيبوكسوستات Feboxostat بشكل منتظم :
-تعمل هذه العقاقير على خفض مستوى حمض اليوريك في الدم مما يعمل على منع تكون تكتلات (كريستالات) اليوريك وتجمعها في المفاصل وتسببها في مرض النقرس.
-يتم البدء في العلاج بعد انتهاء نوبة النقرس الحادة بأسبوع أو أسبوعين حيث أن سرعة البدء يمكن أن تؤدي لحدوث نوبة طويلة حادة من نوبات النقرص.
-يجب تناول عقار كوليشيسين المضاد للالتهاب مع بدء العلاج بالأدوية التي تقلل حمض اليوريك لمدة 6 أشهر.
وذلك لأن حدوث نوبات النقرس الحادة من الآثار الجانية المحتملة في الأسابيع أو الشهور الأولى من بداية العلاج.
يرجع هذا إلى أن العقاقير المقللة لحمض اليوريك تحرك حمض اليوريك في الجسم وتركزه في السائل المفصلي، ولذا يمكن أن تبدأ أو تزيد من حدة نوبات التهاب النقرس.
ما النصائح التي يجب اتباعها مع استخدام العقاقير التي تقلل من حمض اليوريك؟
تتضمن النصائح التي يجب اتباعها مع استخدام العقاقير التي تقلل من حمض اليوريك ما يلي:
1-إذا تم البدء في تناول هذه العقاقير فيستمر العلاج طوال العمر في الغالب، ويمكن تقليل الجرعات بعد فترة مع مراعاة الحفاظ على مستوى حمض اليورك المطلوب في الدم (300-360 ميكرومول في اللتر).
2-في حالة تناول العقاقير التي تقلل حمض اليوريك يتم الاطمئنان على وظائف الكبد وتحليل حمض اليوريك بانتظام.
3-في حالة حدوث نوبة من آلام النقرص في مريض يتناول عقاقير مقللة لحمض اليوريك بانتظام فيوصى باستكمال جرعات العلاج كما هي وعدم إيقافها.
4-يمكن مناقشة إيقاف العلاج بعد سنوات من انقطاع نوبات النقرص والمحافظة على مستوى حمض اليورك المطلوب في الدم واتباع نظام حياة صحي.
ولكن يحتمل أن تعود نوبات النقرص للحدوث مرة أخرى بعد إيقاف العلاج، لذا لا ينصح الأطباء بإيقاف العلاج في الغالب.
إقرأ أيضا على طب اليوم..
النقرس: كل ما يجب أن تعرفة عن الغذاء والنقرص..بحسب توصيات الجمعية البريطانية للنقرس..
هل يمكن أن تتسبب ادوية الضغط في حدوث مرض النقرس؟
المحافظة على مناعة قوية على الطريقة الانجليزية: كل جيداً..نم جيداً..ابتعد عن التوتر ..
حقن الكورتيزون في الركبة | هل هي خيار ناجح لعلاج خشونة الركبة؟