فيروس كورونا: أخبار لقاح أكسفورد ..أطماع أمريكية وتحفظات استرالية وتغيير في القوانين البريطانية..
منذ بداية ظهور فيروس كورونا في يناير الماضي بدأت تجارب تطوير حوالي 170 لقاح، وبدأ أكثر من 40 منها بالفعل تجاربه على المتطوعين من البشر .
في حين وصل 7 من اللقاحات إلى المراحل الأخيرة الموسعة لتجربته على عشرات الآلاف من المتطوعين بحسب منظمة الصحة العالمية WHO.
احتل لقاح أكسفورد موقعا متقدما في السباق الجاري لتطوير لقاح ناجح ضد فيروس كورونا، حيث تجري مرحلة تجاربه الثالثة والأخيرة حاليا في البرازيل وجنوب أفريقيا.
يتمنى الفريق البحثي المطور للقاح أكسفورد توفر نتائج كافية لأبحاثه الأخيرة التي تجري حاليا قبل نهاية العام الحالي، حيث أن نتائج الأبحاث قد تأثرت بتباطؤ الانتشار الوبائي مؤخرا.
أشارت بعض التوقعات إلى نوفمبر المقبل إلا أن التوقيت لا يزال غير محدد بدقة، وذلك لأنه يعتمد على أعددا الحالات التي سوف تسجل في الأسابيع والأشهر المقبلة.
تغيير في القوانين البريطانية..
في تصريح لبروفيسور بولارد-عضو الفريق البحثي للقاح أكسفورد-لراديو قناة BBC أفاد أن التصريحات السياسية التي تفيد بأن اللقاح يمكن أن يتأخر للشتاء المقبل تضع في اعتبارها:
- الوقت اللازم للانتهاء من تجارب التطعيم على المتطوعين، والتأكد من كفاءته وأمانه قبل استخدامه الموسع .
- بالإضافة إلى الوقت اللازم للمراجعة لكل خطوة تمت في تطويره بدقة للتأكد من سلامتها وصحتها.
وفي محاولة من بريطانيا للتعجيل من اجراءات تراخيص ومراجعة اللقاحات، قامت الحكومة بتمرير قوانين جديدة تخص لقاحات فيروس كورونا تسمح باعطاءها تراخيص طارئة فور ثبوت أمانها وكفاءتها.
وذلك لتجنب التأخير الذي تتطلبه المعاملات الرسمية الروتينية العادية في حالة ترخيص أي لقاح جديد بعد انتهاء مراحل تجاربه الثلاث على المتطوعين.
حيث أنه كان يفترض قبل السماح باستخدام أي لقاح قبل في بريطانيا أن يتم مراجعة كل خطوات تجاربه في مكاتب الوكالة الأوروبية للأدوية، لكن القانون الجديد سوف يسمح باجتياز هذه الخطوة.
كما بدأت بريطانيا بتجهيز أعداد من العاملين في الأطقم الطبية وتنظيم خطة عملهم لتقديم اللقاح للمواطنين البريطانيين، ومن المخطط أن يكون هذا الفريق جاهزا في أكتوبر المقبل.
أطماع أمريكية سياسية ..
أعلنت الحملة التابعة للرئيس ترامب أنها تدرس توفير لقاح ضد فيروس كورونا للأمريكيين في أكتوبر المقبل وذلك قبل ميعاد الانتخابات الأمريكية المقبلة.
ووضحت أن أن أحد أختيارات خططها التي تعمل عليها يتضمن منح وكالة الغذاء والأدوية الأمريكية FDA ترخيصا طارئا للقاح أكسفورد اعتمادا على نتائج تجاربه الناجحة على 10,000 متطوع (بحسب وكالة رويترز).
ولكن الخبراء الأمريكيون ردوا على هذه الخطط بأن ترخيص اللقاح يحتاج لدراسته على 30,000 متطوع للتأكد من كفاءته وأمانه قبل الاستخدام الموسع على ملايين البشر.
توفير اللقاح للأمريكيين قبل الانتخابات الأمريكية الرئالسية قد يعزز من موقف ترامب بخصوص أداء الولايات المتحدة في أزمة وباء كورونا.
حيث قد سبق وأشار منافسو ترامب بأن أداء الولايات المتحدة في أزمة وباء كورونا هو أسوأ ما يكون بين كل دول العالم.
في حين رد الفريق البحثي للقاح أكسفورد على ما نشرته الصحف-عن نية ترامب بتوفير لقاح أكسفورد للأمريكين قبل الانتخابات -أنه لا تجري حاليا أي مباحثات مع إدارة ترمب بخصوص ذلك.
تحفظات من أستراليا…
انتشرت مؤخرا أخبار عن استخدام خلايا أجنة تم إجهاضها في انتاج لقاح أكسفورد، وهو ما أثار حفيظة بعض القادة الدينيين في أستراليا فقاموا برفع هذا الملف للنقاش السياسي والمجتمعي.
واستجابة لهذه المخاوف خرج العلماء ليوضحوا أن تطوير لقاح أكسفورد ككثير من اللقاحات الفيروسية الأخرى يستخدم انسجة بشرية تم تطويرها والسماح بانقسامها وزيادة أعدادها معمليا.
وليس من النادر أن تستخدم معامل تطوير اللقاحات أنسجة الأجنة، حيث أن أنها تنقسم بسرعة فائقة مقارنة بالأنسجة البشرية العادية.
لكن مصدر هذه الأنسجة الجنينية التي تُستخدم في معامل أكسفورد هو أجنة تم إجهاضها بشكل قانوني في بريطانيا من أكثر من 40 عام، واستمر انقسامها معمليا واستخدامها منذ ذلك الوقت.
ونظرا لنجاح الطرق العلمية التي تحافظ عليها وعلى انقسامها وزيادة اعدادها بالشكل اللازم فلم تحتاج معامل أكسفورد لادخال خلايا وأنسجة من أجنه مجهضة حديثا، ولن يحتاج انتاج اللقاح في المستقبل لأي أجنة.
يستخدم تطوير لقاح أكسفورد باستخدام خط انتاج خلوي رقم 293 من أنسجة جنينية كلوية Human embryonic Kidney 293 cell line.
ولذلك فانتاج لقاح أكسفورد لا يشجع إجهاض الأجنة، ولا داعي للمخاوف التي تربط انتاجه بما ينافي الدين والقوانين الإنسانية.
عن لقاح أكسفورد..
أوضحت الدراسة التي تم نشرها في مجلة لانست المرموقة بتاريخ 20\07\2020 أن نتائج دراسات المرحلتين الأولى الثانية لتجارب لقاح أكسفورد على المتطوعين كانت ممتازة.
أثبت لقاح أكسفورد –بحسب موقع جامعة أكسفورد-قدرته على تحفيز رد فعل مناعي قوي يشمل قسمي جهاز المناعة، فقد حفز تكوين خلايا مناعية قوية بالإضافة إلى أجسام مضادة واقية ضد فيروس كورونا.
لقاح أكسفورد عبارة عن بروتين سطحي من الفيروس المسبب لعدوى الكوفيد-19، محمّل على حامل فيروسي ضعيف من نوع أدينوفيرس (adenovirus) الذي يسبب نوبات البرد البسيطة، ولذلك فإنّ هذا اللقاح آمن لأنه ليس فيروس كامل مُعالج يمكنه أن يسبب العدوى الخطيرة .
وعند الحقن بالتطعيم يتم تحفيز الجهاز المناعي للجسم ضد البروتين السطحي لفيروس كورونا المحمّل في اللقاح، فيتعرّف الجسم عليه و يستعد بإنتاج أجسام مضادة مناعية وتجهيز الخلايا المناعية للدفاع عن الجسم بقوة في حالة اذا ما تعرض لمهاجمة فيروس كورونا.