ايفرزين | لمَ لا تتبنى المنظمات الطبية دراسات موسعة عاجلة للتأكد من كفاءته ضد كوفيد-19؟
قصة صعود ايفرزين كعلاج محتمل ضد عدوى كوفيد-19 ضمن بروتوكول علاج كورونا
تتفق المنظمات الطبية الكبري في العالم وإلى هذه اللحظة على ضعف الدراسات التي اختبرت دواء ايفرزين (ايفرميكتين ivermectin) كعلاج ضد كوفيد-19 من حيث العدد أو التصميم٬ وأنها لا تكفي لاستخدام هذا الدواء في بروتوكول علاج كورونا.
وتتضمن هذه المؤسسات المنظمات الطبية الكبري في بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية واستراليا بالإضافة إلي منظمة الصحة العالمية٬ حيث تم إدراج هذا الرأي العلمي المحدث على مواقعها الرسمية.
ولكن..
لمَ لا تتبنى المنظمات الطبية الكبرى دراسات عاجلة للتأكد من كفاءته ضد كوفيد-19؟
تأتي الإجابة على لسان كارولينا وودز المتحدثة الرسمية باسم دراسات بريطانيا الموسعة UK’s RECOVERY trial -التي سبق وأن استبعدت مضادات الملاريا كعلاج لكوفيد-19 – حيث قالت:
“إن لجنة الخبراء المستقلة والمسؤولة عن اختيار الأدوية التي يتم ضمها للدراسات ليست مقتنعة بهذا الدواء٬ وذلك بناء على تقييم الدراسات المتفرقة الحالية٬ حيث أن هذه الأدلة المستمدة من الدراسات المصغرة المتعددة لا تشير لفائدة له كمضاد فيروسي٬ كما أن فائدته كمضاد للالتهاب تبدو ضعيفة للغاية”.
وأضافت: “ما يتوفر علميا عن تأثير ايفرزين على فيروس كورونا إلى الآن ليس بالقوة التي تكفي لترشيحه وضمه للدراسات الموسعة التي تتضمن تعريض أعداد كبيرة من المرضى لتأثير للتأكد من أمان استخدامه وكفاءته”.
وبناء علي ذلك فإن الدراسات المصغرة مستمرة٬ و في 23 فبراير الماضي تم نشر دراسة أجريت في المكسيك توضّح فيها أن ايفرزين لم يتمكن من تقليل فترة بقاء مرضى كوفيد-19 في المستشفى أو تقليل تدهور التنفس أو أعداد الوفيات.
كما وضحت دراسة أجريت في كولومبيا في الفترة من يوليو إلى نوفمبر 2020 أن فترة المرض لم تتغير مع استخدام ايفرزين لمدة 5 أيام بجرعة 10 أضعاف الجرعة الموصى بها.
ايفرزين هو دواء مضاد للطفيليات يتميز بسعره المنخفض٬ ويستخدم لعلاج أنواع من عدوى الديدان في البشر.
وقد تحول استخدامه كعلاج أو وقاية ضد كوفيد-19 لهوس لقبه بعض الخبراء بأنه خطير في بعض الدول ممن أهمها جنوب أفريقيا ودول أمريكا اللاتينية والفلبين والعديد من الدول الأخرى.
قصة صعود ايفرزين كعلاج محتمل ضد كوفيد-19
بدأ صعود ايفرزين كعلاج محتمل ضد كوفيد-19 ضمن بروتوكول علاج كورونا في بعض الدول عندما نشرت دراسة استرالية معملية نتائج تشير إلى أن ايفرزين يستطيع إيقاف تكاثر فيروس كورونا في أطباق المعمل.
وكان تعليق العلماء علي هذه الدراسة أنه يصعب الوصول للتركيزات المستخدمة فيها في جسم الإنسان في حدود جرعات ايفرزين المرخصة أو حتى بمضاعفتها.
ومع حلول يونيو 2020 تمت إضافته ل بروتوكول علاج كورونا في بوليفيا وجواتيمالا وبيرو اعتمادا علي دراسة تم سحبها فيما بعد لعدم دقة نتائجها٬ و نتيجة الضغط الشعبي لاستخدامه.
وقد تراجعت بيرو فيما بعد عن قرارها ونشرت المنظمة الصحية الأمريكية الكبرى تحذيرا ضد استخدام ايفرزين لعلاج كوفيد-19 ولكن ذلك لم يمنع استمرار استخدامه.
في ديسمبر 2020 صرح بيري كوري – وهو رئيس رابطة أمريكية خاصة للأبحاث – أنه يجب إضافة ايفرزين في بروتوكول علاج كورونا وذلك اعتمادا على نتيجة دراسة أجرتها الرابطة التي يرأسها٬ وقد أعلن وقتها في فيديو يوتيوب “ لو تناولت هذا الدواء فلن تصاب بالمرض”.
وقد تكرر هذا مع أحد باحثي جامعة ليفربول ونشر فيديو آخر يروج فيه لايفرزين بناء علي نتائج دراسته٬ وحصدت هذه الفيديوهات ملايين المشاهدات قبل أن يتم حجبها.
في 6 يناير 2021 عادت السلطات الصحية العليا في الولايات المتحدة الأمريكية لتؤكد أن كل الدراسات التي تم الإعلان عن نتائجها بخصوص ايفرزين هي دراسات ضعيفة من حيث أعداد المتطوعين أوالتصميمات٬ وأن الأدلة العلمية الحالية لا تكفي نهايئا للتوصية باستخدام ايفرزين ضد كوفيد-19.
وفي مارس 2020 أكدت وكالة الغذاء والأدوية الأمريكية FDA تحذيرها بخصوص استخدام ايفرزين ضمن بروتوكول علاج كورونا ووضحت الأضرار الممكنة له.
وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية بتاريخ 31 مارس 2021 توصياتها المحدثة بشأن استخدام ايفرزين في بروتوكول علاج كورونا٬ وضحت هذه التوصيات أنه لا يجب استخدام ايفرزين في علاج حالات كوفيد-19 حاليا خارج نطاق الدراسات التي تخضع لرقابة الباحثين.