الحقيقة وراء تحذير مخترع تقنية لقاحات كورونا mRNA من تطعيم الاطفال
من هو روبرت مالون؟ وما مدي صحة المعلومات التي يحاول نشرها عن لقاحات كورونا؟
ينتشر هذه الايام علي منصات التواصل الاجتماعي حديث لطبيب يدعى روبرت مالون ويقدم نفسه كمخترع لتقنية الحمض النووي mRNA التي استخدمت في تصنيع أحد أشهر لقاحات كورونا.
وهو مع ذلك يحذر من هذه اللقاحات، وينشر المخاوف عنها، وفي آخر الفيديوهات التي ظهر فيها مالون حذر من تطعيم الاطفال بلقاحات كورونا بهذه التقنية، ونشر مخاوف بالغة بهذا الخصوص.
لكنه لم يقدم أي أدلة علمية تدعم هذه المعلومات مثل أي دراسة أي بحث علمي حتى وإن كان ضعيفا.
فما حقيقة هذه المعلومات؟ وهل يمكن الاعتماد عليها؟ ومن هو روبرت مالون؟
هذا ما سوف نستعرضه معا في هذا المقال.
من هو روبرت مالون؟ وهل هو مخترع تقنية mRNA؟
روبرت مالون هو طبيب وباحث، وهو أحد مئات الباحثين الذين حاولوا دراسة تقنية الحمض النووي mRNA على مدى عشرات السنين قبل أن تخرج للنور وتستخدم في تصنيع أحد أكثر لقاحات كورونا انتشارا (لقاح فايزر).
ولا يعني ذلك أبدا أن روبرت مالون يعتبر مخترع هذه التقنية، فدوره لم يتعد المشاركة البسيطة وليست المباشرة، والدور الأكبر يرجع لعلماء آخرين غيره.
وليس لروبوت مالون علاقة بتصنيع لقاحات كورونا بالتحديد.
والحقيقة أن المعلومات التي عرضها في مالون في حديثة لا تدعمها أي أدلة علمية، كما أنها متناقضه وضعيفة علميا وهو ما سنناقشه فيما يلي.
1.الادعاء: لقاحات الحمض النووي mRNA تسخّر الجسم لتصنيع بروتين سام يسبب تلف دائم في أعضاء الجسم..
الحقيقة: كل الفيروسات ومنها فيروسات البرد الضعيفة تسخر خلايا الجسم لتصنيع بروتيناتها وأجزاءها المختلفة، وهذا معروف ومؤكد علميا، ولا يعطي دلالة لأي خطورة.
أما عن الادعاء بأن هذه البروتينات سامة، فهو مخالف لكل الدراسات العلمية الموسعة التي أجريت على لقاحات كورونا.
والتي تعدت حدود التجارب العلمية الى ما يسمى ب دراسات العالم الواقعي بعد تلقي الملايين من البشر لهذه اللقاحات في حملات تطعيم بدأت من عام كامل.
ولم يقدم الطبيب الباحث أي بحث علمي يدعم فكرة كون بروتينات اللقاحات سامة، أو أنها تسبب التلف، أو كيف تسبب هذا التلف.
وكل ما استند إليه لدعم حديثه المرسل أنه مخترع تقنية اللقاح وهو ادعاء غير حقيقي ولا يصلع أن يكون دليل علمي.
إقرأ أيضا: كوفيد-19 | مقارنة بين التقنيات المختلفة للقاحات كورونا
2.الادعاء بأن لقاحات كورونا بتقنية الحمض النووي تلف دائم..
كما أنه وصف التلف الذي ذكره في حديثة بأنه تلف دائم ولا يمكن علاجه!
فأين هي الحالات التي أصيبت بهذا التلف؟ وكيف تم التأكد من أنه دائم ولا يمكن إصلاحه؟
تقييم خاطئ لبعض الدراسات العلمية..
هناك بعض الدراسات العلمية التي تتعلق بفيروس كورونا وليس باللقاحات، وهي دراسات بحثت تأثير أجزاء الفيروس المختلفة علي الجسم أثناء العدوى الفيروسية، ومنها البروتين السطحي الشوكي للفيروس.
ولكن ذلك يختلف عن البروتين المعدّل الذي تحفز اللقاحات تكوينه.
كما أن التركيزات التي استخدمت في هذه الدراسات كانت مرتفعة للغاية بالمقارنة بالتركيزات التي تحفزها اللقاحات.
هذا فضلا عن أن بروتينات اللقاحات تخرج من الجسم خلال أسابيع وتتركز بشكل أساسي في مكان حقن اللقاح.
وما أكدته الدراسات العلمية الموسعة التي اختبرت أمان لقاحات كورونا بتقنية الحمض النووي أن البروتينات التي تحفزها هذه اللقاحات ليست سامة.
3.الادعاء بأن التلف الذي تسببه بروتينات لقاحات كورونا بتقنية الحمض النووي يؤثر علي أعضاء محددة..
ادعى مالون أن التلف الذي تسببه بروتينات لقاحات تقنية الحمض النووي يؤثر علي أعضاء محددة تتضمن المخ والجهاز العصبي والقلب والاوعية الدموية واعضاء التكاثر والجهاز المناعي.
وهو ما ليس له أي دليل يمكن أن يدعمه، لا بدراسات علمية ولا مشاهدات حقيقية.
بل أنه يضاد مع وضحته دراسات اللقاحات من أمان استخدام هذه اللقاحات.
وما ظهر من مضاعفات نادرة تتمثل في حالات التهاب القلب النادرة، فهي حالات بسيطة يتم علاجها و لا تترك تأثيرات دائمة على وظائف القلب.
بشكل عام لا توجد أدوية أو لقاحات آمنة بنسبة 100% لكل الاشخاص.
ومع هذا فلقاحات كورونا بتقنية الحمض النووي أكدت أمان استخدامها في التجارب العلمية ودراسات العالم الواقعي في أحد أكبر حملات التطعيم لملايين البشر حول العالم.
ولا يوجد أي دليل يشير إلى تلف الأعضاء التي تضمنها حديث مالون.
4.الادعاء: تقنية الحمض النووي mRNA جديدة ولم يتم تجربتها بشكل كاف، وتحتاج لتجربة على الاقل 5 سنوات للتأكد من أمان استخدامها
الحقيقة: بالرغم من أن أول ترخيص للقاحات تقنية الحمض النووي mRNA كان من حوالي عام (ترخيص لقاح فايزر)، لكن هذه التقنية ليست جديدة على البشر.
بل أنها كانت تستخدم في تجارب لقاحات ضد السرطان منذ عام 2011 علي الأقل.
ولو كانت هذه التقنية خطيرة وتسبب التلف في اعضاء الجسم بعد سنوات لتم اكتشاف ذلك من قبل بالتأكيد.
كلمة من طب اليوم..
لا يوجد أساس يدعم الادعاءات المخيفة التي تتهم اللقاحات بتقنية الحمض النووي mRNA بأنها قد تسبب تلفا دائما في أجسام الأطفال.
ولابد أن نضع في اعتبارنا ما وضحته الدراسات العلمية التي تضمنت آلاف الاطفال من أمان استخدام هذه اللقاحات في الاطفال قبل أن يتم منحها الترخيص الامريكي FDA لهذه الفئة العمرية (5-11 عام).
لكن أمان اللقاحات ليس هو العامل الوحيد الذي يعتمد عليه التقييم العلمي الصحيح لتلقي هذه اللقاحات.
فالعامل الآخر المهم هو فائدة هذه اللقاحات لكل شخص يتلقاها.
وما اعتمدت عليه المنظمات الطبية في ترخيصها لقاحات كورونا للاطفال هو الفائدة التي سيجنيها المجتمع والتي تتمثل في الحد من انتشار وباء كورونا وانتقاله للفئات المعرضة للخطر.
وذلك بالاضافة لتقليل غياب الاطفال من المدراس وانتظام دراستهم.
ولكن الاطفال الاصحاء ليسوا من الفئات المعرضة للخطر عند تعرضهم للاصابة بعدوي فيروس كورونا، وتعتبر مضاعفات كوفيد-19 في هذه الفئة العمرية أقل ما يكون (مع إمكانية حدوثها).
ولذلك فإن مقارنة فائدة لقاحات كورونا التي تقي من مخاطر نادرة هنا مقابل المضاعفات النادرة لهذه اللقاحات متوازنة إلى حد كبير.
وذلك بحسب البيانات البريطانية الرسمية.
وعلي هذا يبقى اختيار تطعيم الاطفال محل نقاش، وذلك مع التأكيد بعدم وجود ما يشير لخطورته.
لكن السبب في الجدل العلمي القائم هو الاحتمالات القليلة لمخاطر كوفيد-19 في الاطفال وبالتالي ضعف الفائدة التي تقدمها هذه اللقاحات للاطفال.
إقرأ أيضا على طب اليوم..
هل يمكن أن يسبب لقاح فايزر تغيرات في الشفرة الوراثية للبشر؟
أهم 12 سؤال عن أمان تلقي لقاحات كورونا في الحالات المختلفة
الولايات المتحدة ترخص علاج وقائي ضد كوفيد-19-FDA
اوميكرون يقلل احتمالات العلاج بالمستشفى بنسبة 40% لكن هناك ما يقلق