تحليل خاص | اوميكرون بين التهويل والتهوين، ما هي حقيقته؟
الجرعة المنشطة من لقاحات كورونا واوميكرون
بمجرد أن أعلنت جنوب أفريقيا عن اكتشاف تحور اوميكرون من فيروس كورونا في 4 نوفمبر الماضي بدأت العديد من العناوين الإخبارية بنشر المخاوف حول ظهورة مع تهويل تأثيره.
وذلك بالرغم من أن القلق العلمي كان مجرد توقعات سببها زيادة عدد ومواقع الطفرات والتغيرات الجينية التي اكتشفها العلماء في هذا التحور (تفاصيل أكثر).
وذلك لا يكفي أن يكون سببا لتأكيد خطورة التحور قبل أن التأكد من تأثيره، فلا ينبغي التعجل في الحكم عليه، وهو ما وضحه مقال طب اليوم بهذا الرابط: تحور اوميكرون | هل يستحق كل هذا القلق؟ وما اعراض الاصابة به؟
جاء ذلك قبل أن تبدأ الدراسات العلمية والإحصائية في توضيح التأثير الأقل خطورة لتحور اوميكرون بالمقارنة بتحور دلتا من فيروس كورونا والذي اعتبر التحور السائد عالميا.
التأثير الأقل خطورة لتحور اوميكرون..
حيث ظهر في دراسة بريطانية تم نشرهما من حوالي اسبوعين أن عدوى اوميكرون مصحوبة بتقليل احتمالات العلاج بالمستشفى بنسبة 40% بالمقارنة بالعدوى بتحور دلتا الأقدم انتشارا (تفاصيل أكثر).
كما اتضح في دراسة أخرى أن مخاطر مضاعفات كوفيد-19 التي تؤدي للحاجة للعلاج بالمستشفى تكون أقل مع تحور اوميكرون بمعدل الثلث (نسبة حوالي 33%) (تفاصيل أكثر).
لكن هذا لا يعني التهوين من تأثير هذا التحور أو ما ذهبت إليه بعض التصريحات التي قالت بأن اوميكرون هو نهاية فيروس كورونا.
فمع ما أكدته الدراسات العلمية من نقص احتمالات مضاعفات كوفيد مع اوميكرون إلا أنه قد ظهر أيضا زيادة كبيرة في سرعة انتشار العدوى وزيادة مقاومة للقاحات.
كما تأكد ظهور حالات وفاة تأثرا بعدوى اوميكرون وتزايد أعداد الحالات في المستشفيات بالعديد من الدول الأوروبية.
فقد سجلت بريطانيا رقما قياسيا لأعداد حالات كوفيد-19 يوم الثلاثاء وصل إلى 200,000 حالة.
ووصلت أعداد الحالات في فرنسا إلى 270,000 حالة في نفس اليوم حسبما نقلت وكالة الأخبار الفرنسية France24.
بينما سجلت الولايات المتحدة الامريكية رقما هائلا وصل إلي أكثر من مليون حالة جديدة يوم الاثنين الماضي.
حقيقة اوميكرون ما بين التهويل والتهوين..
الجيد فيما تأكد علمياً عن اوميكرون أنه أقل خطورة بالنسبة للمريض الواحد بالمقارنة بالعدوى بتحور دلتا من فيروس كورونا.
هذا يعني أن احتمالات التعرض لمضاعفات كوفيد-19 والحاجة لدخول مستشفى للعلاج عند التعرض لعدوى تحور اوميكرون أقل ب 30-40%(أو أكثر) بالمقارنة بنفس الاحتمالات مع التعرض لعدوى تحور دلتا.
ولكن ذلك لا يعني عدم وجود أي احتمالات للخطورة مع عدوى اوميكرون، فقد تأكد فعليا في هذه الدراسات أن احتمالات الخطورة لا تزال موجودة وإن كانت أقل.
وما اتضح مؤخرا وسجلته التصريحات الرسمية البريطانية و صحيفة نيويورك تايمز أن هناك حاليا تزايدا واضحا في اعداد مرضى كوفيد-19 في المستشفيات بالتزامن مع تزايد اعداد حالات كوفيد-19 الجديدة، وإن كانت أعداد الحالات في الرعاية المركزة مستقرة.
وهو ما يمكن أن يكون له تأثيرا سلبيا بشكل أوضح على الأنظمة الصحية الأقل جاهزية بالمقارنة بأنظمة الدول والأوروبية والغربية.
حيث أن عدم التمكن من تقديم الخدمة الصحية الكافية لأعداد كبيرة من مرضى كوفيد في المستشفيات، قد يسبب تزايد الخطورة ونقص احتمالات التعافي.
يتضح ذلك في ما أعلنته بريطانيا الأمس من استدعاء قوات الجيش وفتح المستشفيات الميدانية لاستيعاب الاعداد المتزايدة من حالات كوفيد-19 في ظل انتشار اوميكرون.
وتجدر الإشارة أنه لا يوجد ما يؤكد أن اوميكرون هو نهاية لوباء كوفيد-19، فليس هناك ما يجزم بعدم ظهور تحورات فيروسية جديدة أكثر خطورة.
الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تقلل احتمالات ظهور سلالات جديدة لفيروس كورونا هي السعي لتقليل الانتقال الفيروسي بين البشر والذي يزيد احتمالات حدوث التغيرات والطفرات الجينية وما يصاحبها من تحورات جديدة.
وذلك ما دعا منظمة الصحة العالمية للسعي لنشر حملات تطعيم كورونا عالميا لتمتد إلى المناطق التي لم تتمكن من الوصول إلى ما يكفي شعوبها من لقاحات.
فذلك لا يؤثر فقط على هذه المناطق بل على العالم بأسره بزيادة احتمالات ظهور سلالات جديدة تنتشر عالميا وقد تكون أخطر من سابقاتها.
الجرعة المنشطة من لقاحات كورونا واوميكرون..
في ظل هذه الرؤية يبقى تلقي الجرعة المنشطة من لقاحات كورونا سلاحا هاما يزيد فاعلية المقاومة ضد عدوى تحور اوميكرون مع ما ظهر من مقاومة زائدة له نجحت الجرعات المنشطة في تجاوزها بشكل جيد.
وقد تأكد ذلك مع جرعة منشطة من لقاح فايزر (تفاصيل أكثر) ولقاح جونسون (تفاصيل أكثر) وغيرهما من أنواع اللقاحات.
وهو الطريقة الفعالة التي يمكن أن تواجه بها الدول الانتشار المتزايد لتحور اوميكرون والضغط المصاحب له على القطاع الصحي.
وتتضح أهمية دعم الوقاية التي تقدمها لقاحات كورونا في ضوء التقارير الطبية التي تشير إلي زيادة احتمالات الحاجة لدخول غرف الرعاية المركزة بسبب مضاعفات كوفيد-19 في الأشخاص الذين لم يتلقوا تطعيم كورونا بالمقارنة بالأشخاص الذين تم تطعيمهم (تقارير امريكية نقلتها هيوستين كرونيكال).
إقرأ أيضا على طب اليوم..
تحور اوميكرون| تطعيم كورونا يقى من الحاجة لدخول المستشفي بهذه الكفاءة
عدم نجاح جرعة منشطة من لقاح سينوفارم ضد تحور اوميكرون في عينات الدم
اوميكرون يتكاثر بمعدل اكبر في مجرى التنفس وبشكل اقل في الرئتين