فيروس كورونا: دراسة جديدة تشير لمناعة قوية (أجسام مضادة وخلايا ذاكرة) بعد العدوى البسيطة..
في دراسة تم نشرها في أغسطس الحالي وجد الباحثون أن هناك دلالات لمناعة قوية تتكون بعد عدوى فيروس كورونا البسيطة.
تتبعت الدراسة حالات كوفيد-19 التي عانت من أعراض بسيطة وتعافت من العدوى للكشف عن تكون ذاكرة مناعية في أجسامهم.
كشفت الدراسة الجديدة أن الأشخاص المتعافين من فيروس كورونا قد كونوا أجساما مضادة واقية ضد فيروس كورونا بالإضافة إلى خلايا ذاكرة من نوع Tونوع B متخصصة في الدفاع ضد فيروس كورونا.
كما وجدت الدراسة أن مستويات الأجسام المضادة وخلايا الذاكرة لم تستمر فقط خلال الثلاثة أشهر الأولى بعد العدوى، بل أن هذه المستويات قد تزايدت في بعض الحالات.
إضافة إلى ذلك فقد قامت هذه الدراسة بفحص خلايا الذاكرة المتخصصة ضد فيروس كورونا (في المتعافين) واكتشفت خواص مناعية قوية لها تتمثل في التكاثر السريع القوى بمجرد التعرض للفيروس.
ورحب العلماء بالنتائج المشجعة للدراسة الجديدة والتي أكدت نتائج دراسات سابقة مشابهة أجريت خلال الأشهر الماضية.
هل يعني هذا تكون وقاية طويلة المدى تحمي من تكرر عدوى فيروس كورونا؟
لا يمكن تأكيد الوقاية ضد العدوى إلا بعد اختبار قدرة المتعافين من العدوى على مقاومة الفيروس عند التعرض له مرة أخرى.
إلى الآن لم يستطع الباحثون إيجاد دليل واضح لتكرار عدوى فيروس كورونا خلال هذه الأشهر الماضية من عمر الفيروس الذي استطاع أن يتسبب بالوباء الحالي.
إلا أن الأدلة العلمية المتكررة التي تشير إلى استمرار وجود المكونات المناعية الواقية ضد فيروس كورونا لعدة أشهر بعد التعافي ترفع احتمالات تكون المناعة.
خاصة في ظل وجود أبحاث أخرى تتبعت اعدادا كبيره من المتعافين والمخالطين لهم لفترة ولم ترصد تكررا في العدوى أو إصابات في المخالطين.
وإن كانت بعض الدراسات قد وجدت تناقصا في مستويات الأجسام المضادة الواقية ضد فيروس كورونا بعد اشهر من التعافي، فالأجسام المضادة ليست هي المكون المناعي الوحيد.
فالمناعة الواقية في الجسم تتكون من قسمين هامين وهما خلايا الذاكرة المناعية بالإضافة إلى الأجسام المضادة والتي هي عبارة عن بروتينات تهاجم الفيروس وتضعف قوته.
كما أن كمية الأجسام المضادة التي تكفي للوقاية من العدوى تختلف من ميكروب لآخر، ويمكن لكميات قليلة جدا أن تكفي للحماية من ميكروب معين.
لذا فإلى الآن..
لم يستطع العلم التنبؤ بفترة المناعة الواقية التي تتكون بعد الإصابة بعدوى فيروس كورونا.
ذلك لأن التأكد السريع من ذلك يحتاج إلى دراسة تعرض أعدادا كبيرة من المتعافين لفيروس كورونا ورصد نتيجة ذلك، وهي طريقة تشكل خطرا يمنع الباحثون من تجرتها وتعريض أشخاص أصحاء لخطر العدوى بفيروس لا يوجد له علاج ناجح إللى الآن.
يمكن لوجود مكونات المناعة أن يشير إلى وجود المناعة الواقية إلا أنه لا يؤكدها.
كما أن تناقص بعض المكونات المناعية الأخرى الذى رصدته أبحاثا أخري لا يمكنه أن يؤكد تناقص المناعة.
نتائج الأبحاث التي اهتمت بالإجابة عن سؤال تكرر عدوى كوفيد-19 مبشرة للغاية غلى وقتنا هذا، إلا أن الإجابة الأكيدة عن هذا السؤال لا تزال غير مؤكدة..