فيروس كورونا: هل أسمح لطفلي بالعودة إلى مدرسته؟
يتسائل كثير من الأمهات والآباء عن إجابة لهذا السؤال الهام في ظل استمرار انتشار فيروس كورونا، فهل يسمحون لإطفالهم بالذهاب إلى مدارسهم أم أن هذا سيشكل خطرا بالغا عليهم او على الأسرة بأكملها.
وفي الحقيقة فإن الإجابة الصحيحة لهذا السؤال فردية للغاية، تختلف باختلاف الطفل ومدى تأثيربقاءه في المنزل عليه، وقدرة الأهل على ملئ فراغ وقته بطريقة اجتماعية مفيدة.
كما تتأثر إجابة هذا السؤال بالمدرسة التي سيذهب إليها الطفل، ومواصفاتها من حيث كثافة الأطفال في الفصول التهوية الجيدة لها، ومدى اتباع الإدارة المدرسية لإجراءات الوقاية الموصى بها.
ليست هناك إجابة قاطعة صحيحة نستطيع أن نعممها في كل الحالات ولكل الأطفال، خاصة في ظل تأكيد الدراسات والإحصائيات بأن الإطفال هم أقل الفئات المستهدفة لفيروس كورونا.
كما أكدت الدراسات أنه لم يكن لانتقال العدوى في المدارس دورا رئيسيا في إصابة الأطفال الذين كانوا يداومون المدارس بالعدوى الفيروسية (في البلاد التي فتحت بعض مدارسها في العام الدراسي الماضي).
إنما كانت الإصابات بسبب انتقال العدوى داخل المنازل أو أماكن الترفيه وغيرها، ولا زالت هذه النتائج الإحصائية محل دراسة للتأكد من أسبابها.
وفيما يلي توضيح للخطورة النسبية لبقاء الأطفال في المنزل وعدم ذهابهم إلى مدارسهم، إضافة إلى الإجراءات الوقائية التي تتبعها المدارس الأوروبية حاليا، حيث بدأت المدارس في عملها لهذا العام منذ أكثر من شهر.
ما هي خطورة بقاء الأطفال في المنزل وعدم ذهابهم إلى مدارسهم؟
يعتبر قضاء فترات طويلة أمام الشاشات الإلكترونية أهم المشاكل التي تشكل خطورة على الأطفال مع عدم ذهابهم إلى مدارسهم، حيث أن لهذا تأثيرا نفسيا وسلوكيا سلبيا.
وبالنظر إلى القيمة النفسية والاجتماعية للمدرسة فإن تعويض الدور الذي تلعبه في تطوير شخصية الطفل والحفاظ على نمو نفسي سوي له مهمة شاقة على الأسرة.
وإن استطاعت بعض الأسر القيام بهذه المهمة وتوفير وقت كافي لأطفالهم يعوضهم جزئيا عن الحياة الاجتماعية للمدرسة، فلن يكون ذلك بإمكان العديد من الأسر الأخرى.
وتزداد أهمية ذلك مع الأطفال الذين يشعرون بالتوتر والقلق، حيث أن فقدان اليوم المدرسي يمكن أن يزيد من ميلهم للانسحاب الاجتماعي وإحساسهم باليأس.
ولهذا السبب فقد أكدت المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض ECDC على أهمية رجوع الأطفال إلى مدارسهم ولم يلزمهم بالحفاظ على مسافة التباعد الجسدي لاحتياجهم النفسي للعب معا.
ولكن كانت هناك وسائل وقائية أخرى هامة أقرتها المنظمات الأوروبية والزمت بها الحكومات مدارسها بشكل يساعد الأطفال على الاستفادة من اليوم المدرسي بدون التعرض للخطورة.
ما هي الإجراءات الوقائية التي تتبعها المدارس الأوروبية حاليا؟
على غير المتوقع فليس الالتزام الصارم بمسافة التباعد الجسدي بين الأطفال في المدرسة ضمن الإجراءات الوقائية التي تتبعها المدارس الأوروبية حاليا.
إنما يسمح لهم باللعب معا داخل مجموعات معينة، حيث يتم تقسيم المدرسة إلى مجموعات أو فقاعات bubbles، كل مجموعة عبارة عن عدد من الفصول المدرسية التي يسمح لهم بالاختلاط معا.
ويهدف ذلك التقسيم لمحاصرة العدوى، حيث يلتزم كل أفراد المجموعة الواحدة بالعزل المنزلي لمدة أسبوعين في حالة ظهور أعراض اشتباه كورونا على أحد الطلاب المنتمين إليها، وتستمر المجموعات الأخرى بالدراسة كالمعتاد.
وفيما يلي القواعد الوقائية الهامة:
- إلتزام الأطفال بالمدارس بمسافة التباعد الجسدي أثناء دخول المدرسة وأثناء الخروج منها وفي حالة اختلاط الطلبة من مجموعات (bubbles) مختلفة.
- التهوية الجيدة المستمرة للفصول والغرف المختلفة بالمدرسة، والتطهير المستمر للأسطح المختلفة.
- ارتداء الكمامات للأطفال والمدرسين أكبر من 12 عام (كمامات من القماش) خارج الفصول وفي ممرات المدرسة وأثناء الدخول والخروج من المدارس والتقاء الطلاب من المجموعات الأخرى.
- تأكد المدارس من التزام الأطفال الذين تظهر عليهم أحد الأعراض الأساسية لعدوى كورونا لمنازلهم، والتزام كل الأطفال الموجودين في نفس المجموعة (bubble) معهم لمنازلهم لمدة 14 يوم واتباعهم لتوصيات العزل.
- الحفاظ على إتيكيت السعال: بالسعال في الجزء الداخلي من الذراع لمنع انتشار الزذاذ.
- غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو تطهيرها باستخدام الكحول 70% ، والتأكد من تعلم للأطفال للطريقة الصحيحة لغسل اليدين التي تستغرق 20 ثانية على الأقل.
إقرأ أيضا..
- فيروس كورونا: كل ما يهم أن تعرفه عن الموجة الثانية من الوباء وهل ستكون أشد خطورة؟
- فيروس كورونا: 11 لقاح في المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب على المتطوعين البشر
- فيروس كورونا: فقط 3 عقاقير مُنحت الترخيص لعلاج حالات كوفيد-19 خارج نطاق التجارب
- كيف يمكن لغذائك أن يحافظ على صحة ذاكرتك ويحميك من الزهايمر؟..الحمية الغذائية مايند دايت