أهم ست إصابات في ملاعب كرة القدم: كيف يمكن أن يتجنبها اللاعبون؟ وكيف يتم إسعافها وعلاجها؟
تمتلئ الملاعب بمئات الملايين من لاعبي كرة القدم حول العالم. ونظرا لأن كرة القدم من الرياضات الاحتكاكية(contact sport) فاحتمالات الإصابات المصاحبة لها عالية نسبيا.
وتشير الدراسات إلى أن معدل حدوث الإصابات في ملاعب كرة القدم يتراوح ما بين 9-35 إصابة لكل 1000 ساعة في الملعب.
كما أن احتمالات الإصابة تزداد بزيادة عمر اللاعب، وتزيد في اللاعبات أكثر من اللاعبين.
تحدث معظم إصابات كرة القدم في الأطراف السفلي بداية من عظام الحوض إلى الساقين ووصولا إلى الكاحلين وأسفل القدمين (حوالي 50% من الإصابات).
وفي المعظم تحدث إصابات الملاعب بسبب التصادم مثلا في حالات الإلتحام الشديد مع المنافس، كما تحدث أحيانا بسبب النزول بشكل غير متزن بعد قفزة عالية.
وبمقارنة كرة القدم بلعبات أخرى مثل كرة السلة والملاكمة يتضح أن احتمالات الإصابة أعلى مع كرة القدم، ولكن إصاباتها عموما غير خطيرة.
ويؤكد الأطباء أن التعرف الجيد على أنواع إصابات كرة القدم وكيفية حدوثها يمكن أن يساعد على الوقاية منها .
وفيما يلي أكثر ست إصابات يتم رصدها في ملاعب كرة القدم.
1-تمزق العضلات الخلفية (عضلات باطن الركبة المأبضية) Hamstring Strain:
تمتد العضلات الخلفية المأبضية خلف الفخذ لتعمل على كل من الركبة ومفصل الفخذ، وتزداد احتمالات التمزق مع التعب الشديد.
يمكن تؤدي حركات الإسراع المفاجئ أثناء اللعب إلى الشد الحاد في أنسجة العضلات الخلفية أكثر مما تحتمل مما يؤدي للتمزق.
كيف يمكن أن تمنع حدوث تمزق العضلات الخلفية؟
عشرون دقيقة من الإحماء قبل بداية اللعب يمكن أن تقي من حدوث التمزق العضلي، حيث أن أنسجة العضلات تصبح أكثر قدرة على التمدد حين ترتفع درجة حرارتها بالإحماء.
كيف يتم العلاج؟
يعالج التمزق العضلي بالراحة وكمادات الثلج غير المباشر (بلفه في منشفة ) ، ويمكن أن يساعد استخدام رباط ضاغط من وقت لآخر على التحسن بشكل أسرع.
وتجب مراجعة الطبيب وبحسب درجة الإصابة تلزم راحة الساق لمدة تتراوح ما بين أسبوعين وعدة أسابيع.
2-إلتواء الكاحل Ankle Sprain:
يحدث التواء الكاحل بسبب الحركات الدورانية السريعة للاعب أو بسبب التصادم الماشر للكاحل.
يتسبب إلتواء الكاحل في تمزق الأربطة والأنسجة المحيطة بمفصل الكاحل، ويؤدي إلى بعض النزف مما يسبب التورم والألم.
كيف يمكن أن تمنع حدوث إلتواء الكاحل؟
يمكن أن يساعد ارتداء دعامة حول الكاحل على تقليل احتمالات حدوث التواء الكاحل. وتساعد برامج العلاج الطبيعي على زيادة ثبات الكاحل في الحالات الأكثر تعرضا لحدوث هذه الإصابة.
كيف يتم العلاج؟
يعالج إلتواء الكاحل بالراحة وكمادات الثلج غير المباشر (بلفه في منشفة ) . ويساعد رفع الساق واستخدام الرباط الضاغط على التحسن.
ومن المهم حماية المفصل من التعرض لأي صدمة ويتم تناول المسكنات البسيطة لتهدئة الألم.
وتجب مراجعة الطبيب وبحسب درجة الإصابة تلزم راحة الساق لمدة تتراوح ما بين أيام إلى أسابيع.
3-تمزق الغضروف الهلالي للركبة( Meniscus Tear):
يملأ المسافة بين عظمة الفخذ وعظمة قصبة الساق غضروفين هلالين في شكلهما.
ويحدث التمزق حين تحدث حركة دورانية سريعة في الركبة وقت تحميل وزن الجسم عليها، فتؤدي إلى الضغط بشدة على أحد غضروفي الركبة مما يؤدي للتمزق.
ويسبب هذا التمزق ألم واضح وتورم في الركبة مع صعوبة في الحركة.
كيف يمكن أن تمنع تمزق الغضروف الهلالي للركبة؟
لا توجد احتياطات خاصة يمكن الاعتماد عليها لمنع حدوث هذا النوع من الإصابات المرتبط بوضع الركبة وقت تحميل وزن الجسم عليها.
لكن تقوية عضلات الفخذ الأمامية والخلفية يمكن أن يساعد الركبة على تحمل الضغط بشكل أفضل.
كيف يتم العلاج؟
يتم إسعاف المصاب باستخدام كمادات الثلج غير المباشر (بلفه في منشفة ) وتناول المسكنات لتهدئة الألم.
يساعد العلاج الطبيعي على التئام التمزق الغضروفي البسيط، ولكن في بعض حالات التمزق الشديد يلزم إجراء جراحة لاستئصال الغضروف الممزق.
وتتم هذه الجراحة في الغالب باستخدام منظار الركبة من خلال جرح ضيق، وتتبع الجراحة بالعلاج الطبيعي لمدة 4-6 أسابيع.
4-جرح أربطة الركبة:
أشهر الإصابات تحدث في الرباط الجانبي للركبة من الداخل ( Medial Collateral Ligament)، و الرباط الصليبي الأمامي (Anterior Crutiate Ligament).
يقع الرباط الصليبي الأمامي في داخل الركبة، ويصل بين عظمة الفخذ وعظمة قصبة الساق. ويعمل على منع تحرك عظمة قصبة الساق من مكانها للأمام، كما يحفظ الركبة من الحركات الدورانية الزائدة.
يحدث جرح أربطة الركبة نتيجة لعدة حركات أبرزها النزول من القفز على ركبة منحنية ثم الدوران أو النزول من قفزة على ركبة مفرودة بدرجة زائدة.
ويمكن أن يؤدي التصادم المباشر للركبة من الأمام لإيذاء الرباط الصليبي الأمامي.
كيف يمكن أن نمنع جرح أربطة الركبة؟
يمكن أن تساعد بعض تمرينات العلاج الطبيعي على تحسين التوازن عند استخدام كل ساق بمفردها، مما يمكن أن يقلل من إحتمالات حدوث هذه الإصابة.
كيف يتم العلاج؟
يجب استشارة الطبيب والفحص للتأكد من نوع الإصابة. وتتضمن الإساعافات الأولية لهذا النوع من الإصابات الراحة وكمادات الثلج غير المباشر (بلفه في منشفة ) وحماية الركبة من الحركة التي يمكن أن تزيد من أثر الإصابة.
كما يساعد رفع الساق أعلى من مستوى الحوض على التقليل من تورم الركبة والتخفيف من الألم.
5- كسر عظام القدم(Metatarsal Fracture):
يحدث الكسر في عظام المفصل بسبب تعرض القدم المباشر للتصادم مثلا بركل القدم أو دهسها. ويمكن أن يحدث الكسر في عظمة القدم الطرفية بسب التواء حاد بالكاحل .
ويسبب الكسر صوتا واضحا والما حادا مع تورم وتجمع دموي، مما يجعل وضع القدم على الأرض ومحاولة تحميل الوزن عليها صعبا ومؤلما للغاية.
كيف يمكن أن نمنع كسر عظام القدم؟
يصعب على لاعبي كرة القدم تجنب هذا النوع من الإصابات بصفتها لعبة احتكاكية، ويمكن أن يساعد ارتداء دعامة الكاحل على بعض التقليل من فرص التواء الكاحل والتسبب في بعض أنواع الكسر.
كيف يتم العلاج؟
الإساعافات الأولية للكسر تتضمن استخدام كمادات الثلج غير المباشر (بلفه في منشفة ) بسرعة ولمدة 10دقائق ولا تزيد عن 30 دقيقة. بالإضافة للراحة ورفع الساق لتقليل التورم واستخدام المسكنات.
ويتم العلاج بدعم العظام بأربطة أو أحذية خاصة أو جبيرة في بعضى أحيان.
ومن النادر أن يحتاج هذا النوع من الكسر إلى التدخل الجراحي.
6-الإرتجاج في المخ :
تمثل هذه الإصابة الخطيرة حوالي 7% من إصابات ملاعب كرة القدم. ويحدث الارتجاج حين تتسبب قوة خارجية في تصادم المخ بعظام الجمجمة.
ويحدث هذا في الملاعب عند تصادم رأسي لاعبين مثلا، أو بالوقوع والاصطدام بالأرض.
وتظهر أعراض الارتجاج مباشرة أو بعد يوم أو بعد مرور فترة أسابيع في بعض الأوقات. وهي مثل: آلام الرأس-الإحساس بدوار-تأثر الرؤية-عدم التركيز-الميل للقئ أو القئ-تأثر الذاكرة- طنين الأذن وغيرها .
ويؤكد الأطباء أن معظم حالات ارتجاج المخ تمر دون فقد للوعي.
كيف يمكن أن نمنع حدوث الارتجاج في المخ؟
يساعد الوعي بطريقة حدوث هذه الإصابة أو غيرها من الإصابات على محاولة تجنبها وتقليل فرص التعرض لها على قدر الاستطاعة.
كما تحاول المؤسسات المعنية تطوير معدات لحماية الرأس عند ممارسة كرة القدم مثل خوذات خاصة مثلا أو دعامات للرقبة.
متي يتم التحسن؟
بعد اجراء الفحص الطبي اللازم والتأكد من عدم حدوث تأذي في الدماغ والمخ، والاطمئنان على استقرار الأعراض يعود المصاب إلى منزله.
وتكون الراحة مع متابعة تحسن الأعراض هو ما يجب اتباعه في هذه الحالة. مع البقاء على اتصال مباشر بالطبيب المتابع .
في بعض الأحوال يكون التحسن سريع في خلال أيام، ولكن أحيانا تستمر الأعراض ويلزم الاستمرار بالراحة لأسابيع .