لماذا لا يعاني البعض من اثار جانبية بعد تطعيم كورونا؟ هل يعني ذلك ضعف الوقاية المطلوبة؟ -كوفيد-19
ما الذي قد يسبب اختلاف استجابة الجهار المناعي و ظهور الاثار الجانبية؟
ترتبط معظم اللقاحات بحدوث اثار جانبية٬ واللقاحات التي تستخدم في تطعيم كورونا ليست استثناءا.
ويفسر بعض مقدمي الخدمة الطبية حدوث ألم بالذراع مكان الحقن أو بعض الصداع والتعب أو ارتفاع درجة الحرارة بعد حقن تطعيم كورونا بأن هذا يعني أن الجهاز المناعي للجسم يعمل كما يجب.
ولكن هذا قد ترك العديد من الأشخاص الذين لم يمروا باثار جانبية واضحة بعد حقت اللقاح في تساؤل بخصوص فاعلية اللقاح وتأثيره الوقائي عليهم.
فهل يمكن أن يعني عدم الشعور بارتفاع الحرارة والتعب بعد حقن اللقاح أن اللقاح لم يعمل جيدا؟
الإجابة لا٬ ولا يمكن الاعتماد على ظهور الاعراض الجانبية للتطعيم في التأكد من مقدار المناعة التي يكونها الجسم وقوة رد فعل الجهاز المناعي له.
وأكبر الأدلة على ذلك هو ما وجدته دراسات لقاح فايزر ضد كوفيد-19 مثلا والتي وجدت أن حوالي 50% من المتطوعين في الدراسات لم يمروا بأي أعراض جانبية٬ وبالرغم من ذلك فإن 90% من المتطوعين أظهروا تكون مناعة جيدة.
وهو ما تكرر في دراسات لقاحات كورونا الأخرى.
ما سبب ظهور اثار جانبية للتطعيم؟ وكيف نفسر ارتباطه بعمل الجهاز المناعي؟
سبب ظهور اثار جانبية للتطعيم هو حدوث تفاعلات الالتهاب٬ ويمكن تفسير ارتباط هذه الاثار بعمل الجهاز المناعي عندما نعلم أن المناعة التي تتكون في الجسم ضد الميكروبات أو الأجسام الغربية التي يواجهها (مثل مكونات اللقاح) تنقسم إلى نوعين:
-مناعة أوليّة غير متخصصة innate immunity: وتكون هذه المناعة سريعة ومصحوبة بتفاعلات في شكل التهاب.
ولذلك فهي تسبب في حالة التطعيم اثارا جانبية تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة أو الألم مكان حقن التطعيم أو التعب والعام.
-مناعة تكيّفية Adaptive immunity: وهي التي ينتج عنها الوقاية المتخصصة طويلة الأمد ضد الميكروبات٬ وهي الهدف الأساسي الذي نتطلع إليه من حقن تطعيم كورونا.
وينتج عن هذه المناعة تكوين أسلحة جهاز المناعة التي تسمى بالأجسام المضادة والخلايا الدفاعية ( خلايا تي) وخلايا الذاكرة٬ وهي مكونات تبقى في الجسم لفترات طويلة مستعدة لصد العدوى في حالة التعرض لها.
وهذه المناعة التكيّفية المتخصصة لا تكون في الغالب مصحوبة بتفاعلات الالتهاب المسببة للاثار الجانبية التي تصاحب التطعيمات المختلفة٬ وذلك بالرغم من بعض الدراسات الحديثة التي أشارت لمشاركتها بهذه التفاعلات.
في بعض الأشخاص يكون رد الفعل المناعي في شكل التهاب قويا ويسبب ظهور اثار جانبية واضحة للتطعيم (مثل تطعيم كورونا أو غيره).
ولكن في الآخرين٬ وبالرغم من عمل الجهاز المناعي بالشكل الطبيعي٬ لا تكون تفاعلات الالتهاب واضحة بالشكل الذي يظهر في في شكل اعراض واثار جانبية.
لكن الجهاز المناعي يعمل في كلتا الحالتين ويوفر الوقاية ضد كوفيد-19 دون الحاجة لظهور ارتفاع حرارة الجسم والالم وغيرها من الأعراض.
إقرأ أيضا على طب اليوم: تطعيم كورونا في حالة ضعف المناعة بسبب أدوية مثل الكورتيزون أو أمراض٬ هل هو آمن؟
ما الذي قد يسبب اختلاف استجابة الجهار المناعي وظهور الاثار الجانبية؟
أول سبب لاحظة العلماء لاختلاف استجابة الجهاز المناعي و ظهور الاثار الجانبية هو التقدم في العمر. حيث اتضح أن الأشخاص أكبر من 65 عام يمرون باثار جانبية أقل بعد حقن لقاح كورونا.
ويمكن تفسير ذلك بتناقص قوة الجهاز المناعي مع التقدم في العمر٬ وهو ما قد يرتبط بتكوين كميات أقل من الأجسام المضادة الوقائية ضد العدوى في هذه الحالة.
كما وضحت تقارير الولايات المتحدة أن معظم الحالات التي مرت باثار جانبية كانت لنساء٬ وهو ما دعى الباحثون للتفكير في كون هرمون الذكورة Testosterone مضادا للالتهاب.
كما أن الاعراض الجانبية تظهر بشكل أقل في حالة الأشخاص الذين يتناولون الكورتيزون للعلاج وغير من الأدوية المضادة للالتهاب أو المثبطة للمناعة.
وما ينبغي الإشارة إليه هو دراسة فحصت المناعة التي تتكون بعد تلقي لقاح كورونا في الأشخاص الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة.
ومع أنه قد وجد نقصا في الأجسام المضادة الوقائية نتيجة لهذه العلاجات٬ لكن الدراسة تأكدت من وجود الأجسام المضادة في أجسام كل الأشخاص المشاركين في الدراسة.
إقرأ أيضا على طب اليوم..
متى تبدأ المناعة بعد حقن لقاح استرازينيكا بالجرعة الأولى أو الثانية؟ وكم تستمر؟ – كوفيد-19
المناعة بعد التعافي من كورونا | كم تستمر لتحمي من تكرر عدوى كوفيد-19؟ أحدث الدراسات
تطعيم كورونا | أهم 12 سؤال عن أمان تلقي لقاحات كورونا في الحالات المختلفة – كوفيد-19
كوفيد-19 | آخر تحديث للمقارنة بين لقاحات كورونا الرائدة