جينات الإنسان البدائي قد تفسر مناعة البعض ضد الفيروسات الخطيرة ومنها كورونا
وضحت دراسة علمية نشرت عام 2010 أن حوالي 2% من السلسلة الجينية لسلالة الإنسان الحديث (هومو سابين homo sapiens) يرجع أصلها لجينات سلالة الإنسان البدائي التي تسمى (هومو نياندرتال homo neanderthalensis).
تلى ذلك بحث علمي نشر في الجورنال الأمريكي لعلم الجينات البشري في عام 2016 أشار إلى أننا يجب أن نشكر أجدادنا البدائيين من سلالة نياندرتال على أن ورثونا جينات تحمي من عدوى الميكروبات والفيروسات المختلفة.
وفي تصريح من د. مايكل دانيمان من معهد بحوث علم الإنسان بألمانيا لوكالة الأنباء البريطانية بي بي سي BBC قال:
“الأدلة العلمية تشير إلى أنه من 10,000 سنة كان وجود هذه الجينات ميزة كبيرة من حيث توفير قدرة على مواجهة العدوى بالميكروبات القاتلة”
ومنذ أيام نشر العلماء دراسة جديدة يمكنها أن تفسر لما يعاني البعض من حالات عدوى كوفيد-19 شديدة ويتعرضون للمضاعفات، بينما يوجد أشخاص يبدو أنهم محميون من الإصابة الخطيرة بطبيعتهم.
جينات الإنسان البدائي وعدوى كوفيد-19..
وجدت الدراسة الجديدة التي تم نشرها على موقع ميدريكسيف medRixiv أن هناك نوع خاص من البروتينات ورثة الإنسان الحديث عبر جينات الإنسان البدائي له القدرة على الحماية من مضاعفات عدوى كوفيد-19.
وأضافت أن الأشخاص الذين يحملون مستويات أعلى من هذا البروتين الذي يرمز له ب OASI أكثر مقاومة للإصابة بعدوى فيروس كورونا، وإذا حدثت الإصابة فيكونون أقل تعرضا للمضاعفات والاحتياج لجهاز التنفس الصناعي أو الوفاة.
تشير الدراسة إلى أن البروتين الوقائي كان موجودا في الإنسان البدائي الذي عاش في أفريقيا، وقد بدأ الأوروبيون في فقده بعد هجرتهم خارج أفريقيا، إلا أنهم حصلوا عليه مجددا عن الطريق التزاوج مع سلالة نياندرتال.
-بنك المعرفة (19) | ما هي متلازمة أليس في بلاد العجائب؟.. من أغرب الاضطرابات في الطب النفسي
ما هو الفارق بين الإنسان الحديث وسلالة الإنسان البدائي نياندرتال؟
يتمثل الفارق الأساسي بين سلالة الإنسان الحديث الإنسان البدائي نياندرتال في السلسلة الجينية التي أدت لانتاج بروتينات مختلفة وظهور صفات مختلفة.
حيث كان إنسان نياندرتال أقصر قليلا من الإنسان الحديث، وأعرض في منطقة الكتفين والحوض وأقوى عضليا، ويختلف شكل رأسه حيث أنه أقل تدويرا من رأس جسم الإنسان الحديث وله عظام حاجبين بارزة كما يظهر في الصورة التالية.
يرجع العلم أول ظهور بشري على الأرض إلى حوالي 70,000 عام مضت في منطقة بشرق أفريقيا، ومع الهجرة حول العالم ظهرت سلالات بدائية مختلفة منها سلالة نياندرتال.
إلا أن كل السلالات قد اندثرت بسبب تغيرات الجو أو التنافس على الغذاء وغيرها من الأسباب التي اقترحها العلماء.
وتبقت فقط سلالة الإنسان الحديث التي سميت هومو سابين، والتي تحمل جيناتها بعضا من الجينات البدائية، قدرت نسبتها في العديد من الأبحاث ما بين 1-6 %.
ومع الدراسة الجديدة التي وضحت دور الجينات البدائية التي نمتلكها في الحماية من العدوى والتي تتماشى مع نتائج الدراسات السابقة كانت هناك دراسة لها نتائج مخالفة منذ أشهر.
حيث نشر بحث في سبتمر الماضي أشار لوجود جينات موروثة من الإنسان البدائي توجد في منطقة من كروموسوم رقم 3 تتعلق بالإصابة بعدوى كوفيد-19 خطيرة.
وبشكل عام تؤكد دراسات علمية عديدة احتمالات تأثرنا بنسب وجود بقايا الجينات البدائية المختلفة في أجسامنا من حيث مقاومتنا لفيروس كورونا وغيره من الميكروبات.
إقرأ أيضا..
بنك المعرفة (14) | وزن المخ في الرجال أكبر مما هو في النساء.. فهل يؤثر ذلك على قدرات التفكير؟
بنك المعرفة (7) | أغلب المصابون ب عمى الألوان يرون ألوانا مختلفة..فكيف يبدو العالم من حولهم؟
بنك المعرفة (16) | دوبامين هو هرمون السعادة الذي تكافئك به خلاياك..فكيف يمكنك زيادته؟
بنك المعرفة (15) | حكايات ريفية وراء قصة نجاح لقاح الجدري بعد أن قتل الوباء مئات الملايين