4 حقائق علمية عن الجلوتين والحمية الغذائية الخالية من الجلوتين
4 حقائق علمية عن الجلوتين والحمية الغذائية الخالية من الجلوتين
قد أصبح اتباع الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين سلوكا غذائيا متصاعدا في العالم خلال السنوات الأخيرة وسط ادعاءات كثيرة بفوائد عديدة لها.
حيث كانت هذه الحمية تستخدم قبل لذلك فقط بشكلها العلاجي لمرضى الداء البطني الذين يعانون من تحسس ضد مادة الجلوتين، وهو الاستخدام الطبي مؤكد الصحة لها.
في حين تمتليء القنوات الإعلامية الغربية والعربية حاليا بتحذيرات ضد الجلوتين ونصائح للجميع باتباع الحمية الخالية منه للوصول لفوائد متعددة منها انقاص الوزن وتحسن الأوتيزم والإحساس بتحسن الصحة.
ولكن بالنسبة لعلماء جامعة هارفارد والتوصيات البريطانية فإنه لا دليل علمي على فوائد الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين لغير المصابين بالداء البطني.
وفيما يلي نذكر 4 حقائق علمية عن الجلوتين ..
ما هو الجلوتين؟
الجلوتين هو بروتين موجود في بعض حبوب القمح والشعير وحبوب الجاودار، ولذلك فهو يوجد في كل المنتجات المصنعة من هذه الحبوب مثل الخبز الأبيض والأسمر والمعكرونة.
يجعل الجلوتين الخبز قابلا للمضغ ويعطيه الطبيعة المطاطية، ولذلك فهو مفيد للمخبوزات. أما داخل الجسم فلا تستطيع أحماض الهضم تكسير الجلوتين بالكامل، لكنها تكسره بشكل غير كامل.
أحد أجزاء الجلوتين ويسمى جليادين لا يتكسر، ويمر ببساطة وبشكل طبيعي خلال الأمعاء دون أن يتسبب بمشكلات في الأحوال الطبيعية.
ولكن في الأشخاص المصابون بالداء البطني الذي يسبب التحسس ضد الجلوتين فإنه يتسبب بتحفيز الجهاز المناعي لتكوين أجسام مضادة تهاجم جدار الأمعاء الدقيقة وتسبب المرض (من الأمراض المناعية).
هل تساعد الحمية الخالية من الجلوتين على انقاص الوزن؟
يختار العديد من الأشخاص اتباع الحمية الخالية من الجلوتين بهدف انقاص الوزن، والحقيقة انه لا دليل علمي نهائيا أن مجرد تجنب الجلوتين يساعد على إنقاص الوزن.
تحتوي العديد من المنتجات الخالية من الجلوتين على نسبة عالية من السكريات والدهون المشبعة بشكل يجعلها غير صحية عند تناولها بكميات كبيرة.
وهناك العديد من الأطعمة الخالية من الجلوتين تزيد الوزن بطبيعتها مثل البطاطس المقلية وغيرها.
ويؤدي الاعتقاد الخاطيء المنتشر بأن الأطعمة الخالية من الجلوتين صحية أكثر لتناولها دون مراعاة لمكوناتها، مما يجعل من يتبعون هذه الحمية يكتسبون الوزن بدلا من انقاصه في كثير من الأحيان.
أما انقاص الوزن فإنه يرتبط في كل الأحوال بتقليل السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص، ولا علاقة للجلوتين كمكون غذائي بزيادة الوزن أو انقاصه.
هل هناك مخاطر للحمية الخالية من الجلوتين لغير المصابين بالداء البطني؟
وضحت بعض الدراسات أن هناك مخاطر للحمية الغذائية الخالية من الجلوتين حينما يتبعها الاصحاء غير المصابين بالداء البطني.
مخاطر الإصابة بأمراض القلب..
يؤكد الموقع الرسمي للتوصيات البريطانية أن الحمية الخالية من الجلوتين يمكنها أن ترتبط باحتمالات أعلى للإصابة ب الأزمة القلبية.
وذلك وفقا لدراسة تتبعت أكثر من 100,000 شخص لا يعانون من الداء البطني ولا من أمراض القلب (في بداية الدراسة) لمدة 26 عام.
ووجدت هذه الدراسة الموسعة أن تقليل الجلوتين في الغذاء -تقليل تناول القمح والشعير-ارتبط باحتمالات أعلى للإصابه بالازمة القلبية مقارنة بمجموعة الأشخاص الذين تناولوا كميات أعلى من الجلوتين.
أجرى وأشرف على هذه الدراسة علماء وباحثون من نيويورك وهافارد تحت إشراف المعاهد القومية الصحية الأمريكية، وتم نشر الدراسة في الجورنال الطبي البريطاني ونالت المراجعة العلمية اللازمة.
ولذلك فالموقع الحي الرسمي في بريطانيا يؤكد أننا لا نحتاج لتجنب الجلوتين بهدف فوائد الصحية، حيث أنه يبدوا مفيدا أن نتناول الحبوب الكاملة في غذائنا من أجل صحة القلب والأوعية الدموية.
مخاطر نقص التغذية..
يؤكد علماء هارفارد ان الحمية الخالية من الجلوتين يمكنها أن ترتبط بنقص التغذية حيث أن الخبز المصنوع من القمح يعتبر مصدرا هاما للعديد من الفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم.
ومن أهم هذه الفيتامينات فيتامين B بأنواعه وحمض الفوليك الهام لصحة الاجنة، والحديد والزنك وغيرها.
ولذلك يوصي الأطباء من يقرر الالتزام بهذه الحمية بتناول مكملات غذائية (حبوب فيتامينات ومعادن) لتعويض نقص القيمة الغذائية.
كما أن نقص الألياف الغذائية بسبب تجنب تناول دقيق القمح الكامل يحرم الجسم من فوائدها التي منها حركة القناة الهضمية الطبيعية وتجنب الإمساك والمساعدة على الحفاظ على ثبات مستوى السكر والكوليستيرول في الدم.
وهناك بعض الدراسات التي وضحت ارتباط الحمية الخالية من الجلوتين بزيادة احتمالات الإصابة ب مرض السكري من النوع الثاني.
ولذلك يوصى من يتبع الحمية الخالية من الجلوتين بزيادة تناول مصادر الألياف الغذائية الأخري مثل الأرز البني والخضروات والفاكهة والفول في محاولة لتعويص نقص الألياف.
هل تفيد الحمية الخالية من الجلوتين في حالات الأوتيزم (التوحد)؟
بالرغم من أنه قد تم اقتراح هذه الفائدة، إلا ان نتائج الدراسات المتعددة قد أشارت إلى عدم فائدة الحمية الخالية من الجلوتين للأطفال المصابون بالأوتيزم (التوحد).
حيث أكدت دراسة دقيقة تم نشرها في جورنال الأوتيزم ومشكلات النمو أن الحمية الخالية من الجلوتين والحمية الخالية من الكازين لم تساعد حالات الأوتيزم.
وقد وجدت دراسة تم إجراؤها في جامعة هارفارد نفس النتيجة.
يؤكد الموقع الرسمي لجامعة هارفارد أن اتباع الحمية الخالية من الجلوتين:
-مكلف ومرهق
-يستغرق الكثير من الوقت
-بالإضافة إلى أنه يحرم الجسم من مكون أثبتت الدراسات فوائد تناوله في ظل ضعف للأدلة العلمية التي مكن أن تشير لفوائد الامتناع عنه.
إقرأ أيضا..
- هل يعتبر الدقيق الأبيض سما قاتلا؟
- ما الأفضل لصحة أسرتك: الزبد والسمن أم الزيوت؟ وما أصح الدهون للطهي؟ (التوصيات البريطانية)
- المحافظة على مناعة قوية على الطريقة الانجليزية: كل جيداً..نم جيداً..ابتعد عن التوتر
- المكملات الغذائية (حبوب الفيتامينات والمعادن) عقاقير لها خطورتها.. فما هي المصادر الطبيعية؟