تشكل الأزمة التنفسية (أزمة الربو أو نوبة حساسية الصدر) خطرا يحتاج إلى مساعدة طارئة وسريعة لحماية المريض من خطرها، وتعتبر حساسية الصدر أحد مسببات الربو الشائعة.
تعرف الأزمة التنفسية بأنها أعراض الحساسية (أو الربو) التي لا تتحسن بشكل جيد عند استخدام علاج الربو المعتاد. ويؤدي حدوث الأزمة التنفسية بشكل متكرر لتأثير بالغ على حياة الشخص بكل جوانبها الصحية والنفسية.
لذا فإن التعامل معها يتضمن التعرف على الإسعافات الأولية التي تساعد على حماية المريض حتى يتم تجاوزها، ويلي ذلك حاجة ملحة لمحاولة التعرف على أسباب تكررها ووضع خطة علاجية وحياتية لتجنبها.
كيف تحدث الأزمة التنفسية؟
تعاني الرئتين في حالة الأزمة التنفسية من ضيق مفاجيء في الشعب الهوائية وانتفاخ وتورم بها كما هو موضح بالصورة التالية.
وينتج عن ذلك معاناة مريض حساسية الصدر (أو مريض الربو) من السعال وإحساس الضيق بالصدر وضيق التنفس مع صوت مميز له يسمى بصفير الصدر أو الأزيز.
ولا تستطيع بخاخة موسعات الشعب الهوائية (البخاخة الزرقاء في الغالب) مساعدة المريض على التحسن، وتبدأ اعراض أخرى بالظهور:
-لا يستطيع الشخص الأكل أو التحدث أو النوم بسبب ضيق التنفس.
-يبدأ التنفس بالتسارع ، ويشعر الشخص أنه لا يتسطيع الحصول على الهواء
-يحدث ألم بالصدر او البطن خاصة إذا كان المريض طفلا
لا يلزم أن تحدث هذه الأعراض فجأة بل يمكن أن تحدث بالتدريج وببطء على مدى ساعات أو أيام.
ما الذي يجب أن تفعله إذا كنت تعاني من أزمة تنفسية (نوبة من نويات حساسية الصدر أو أزمة الربو)؟
إذا كنت تعتقد أنك تعاني من أزمة تنفسية (نوبة من نوبات حساسية الصدر أو أزمة الربو)، أوإذا كان طفلك يعاني منها فإنه يلزمك اتباع الخطوات التالية بحسب التوصيات البريطانية:
1-الجلوس معتدلا (عدم الاستلقاء) ومحاولة أخذ هواء الشهيق ببطء وبثبات، ومحاولة الحفاظ على هدوء الشخص حيث أن الفزع يزيد من الأعراض سوءا.
2-استخدم بخاخ موسع الشعب الهوائية (البخاخة الزرقاء في الغالب) للحصول على نفخة كل 30-60 ثانية، بحد أقصى 10 مرات.
3-الاتصال بالإسعاف إذا لم تكن تملك بخاخة الموسع، أو إذا كانت الأعراض تزداد سوءا بالرغم من استخدام بخاخة موسع الشعب الهوائية أو إذا لم تشعر بالتحسن بالرغم من استخدامها لعشرمرات (عشر نفخات)، أو إذا شعرت بالقلق في أي وقت.
4-إذا لم يصل الإسعاف في خلال 15 دقيقة يجب إعادة الخطوة رقم 2.
حاول أن تأخذ علاج حساسية الصدر الخاص بك معك إلى المستشفى عندما يصل الإسعاف.
إذا تحسنت الأعراض وأصبحت لا تحتاج إلى الإسعاف، فينصح بزيارة الطبيب في نفس اليوم للتأكد من صحة العلاج المتبع والاطمئان على المريض.
ماذا بعد الأزمة التنفسية؟
في 1 من كل 6 مرضى تعرضوا إلى أزمة تنفسية تتكرر الأزمة مرة أخرى غالبا خلال أول أسبوعين بعد التعرض لها.
لذلك يجب التحدث مع طبيبك حول الإجراءات الواجب اتخاذها لتقليل احتمالات تكررها.
يتعاون الطبيب والمريض معا لمحاولة التعرف على أسباب حدوث هذه النوبة والخطوات اللازم التباعها للتعامل بأمان معها.
قد ينصح الطبيب بتعديل جرعات العلاج، أو قد يساعد المريض أحيانا في تناول البخاخات بطريقة أصح، فضلا عن بعض النصائح التي تساعد على تجنب مسببات أعراض الربو.
ما هي المثيرات التي تسبب ظهور أعراض الربو؟
تزداد أعراض الربو مع التعرض لمثيرات تسبب ظهور الأعراض على المريض ويمكن أن يتم ذلك بطريقتين:
الطريقة الأولى: تحفيز جهاز المناعة عن طريق زيادة تكوين نوع معين من البروتينات المناعية يرمز له ب IgE يسمى عندها الربو بحساسية الصدر أو الربو الأرجي Allergic asthma.
وتعتبر حساسية الصدر نوع من الحساسية التأتبية والتي من أنواعها الأخرى حساسية الأنف وحساسية الجلد (الإكزيما).
الطريقة الثانية: تحدث عن طريق تهيج الجهاز التنفسي دون أن تشمل زيادة في البروتينات المناعية من النوع إي IgE، ويسمى هذا النوع ب الربو اللاأرجي non allergic asthma.
ويحدث هذا النوع في الغالب بعد 30 عام من العمر، بعكس الربو الأرجي (حساسية الصدر) التي تحدث غالبا في عمر الطفولة.
وفي كلتا الحالتين يحدث تورم وانتفاخ بالشعب الهوائية وانقباض عضلاتها كما هو موضح بالصورة السابقة في أعلى المقال، ويسبب ذلك أعراض السعال وضيق التنفس وأزيز الصدر (صوت مميز للتنفس).
وفيما يلي قائمة بأشهر هذه الأسباب والمثيرات:
-العدوى التنفسية بفيروسات البرد أو فيروس الإنفلونزا
-مثيرات الحساسية الشائعة: حبوب اللقاح وغبار المنزل وشعر الحيوانات أو ريش الطيور
-دخان السجائر والتلوث بعض الروائح العطرية والأبخرة
-التغيرات النفسية مثل التوتر والقلق أو الضحك الزائد
-التعرض لتغير الجو المفاجئة مثل تيار هواء بارد أو عواصف أو حرارة مفاجئة ورطوبة
-الرطوبة التي تسبب نمو فطريات على حوائط المباني
-المجهود البدني والرياضة قد يكون مسببا لحدوث نوبات الربو ويسمى في هذه الحالة ب الربو الجهدي.
يساعد التعرف على مسببات أزمة الربو على النجاح في تجنبها وحماية المريض من خطر حدوثها، وتحسن حياته بشكل عام، وذلك بالإضافة لتناول العلاج بانتظام، والمتابعة الطبية المنتظمة.
إقرأ أيضا..
- 7 أسباب تجعل الشخص أكثر تعرضا للإصابة بحساسية الصدر..كيف يمكنك حماية نفسك وعائلتك؟
- حساسية الأنف: ما العلاج الوحيد الذي يمكن أن يخلصك من حساسية الأنف نهائيا؟
- 5 طرق أساسية لعلاج احتقان الأنف ونصائح للنوم الأفضل.. بحسب توصيات المستشفيات البريطانية
- لقاح الأنفلونزا: مع زيادة أهميته هذا العام تعرف على موانع تناوله وأعراضه الجانبية المحتملة