هل تقلل الكمامات من الأكسجين في أجسامنا؟

نصيحة عن فيروس كورونا (8) | هل يمكن أن تؤذي الكمامات تنفسنا؟ - طب اليوم

د. نيهال الشبراوي2021-02-20

463

نصيحة عن فيروس كورونا (8) | هل تقلل الكمامات من الأكسجين في أجسامنا ؟ cgtn

“لا أستطيع التنفس بشكل طبيعي مع ارتداء الكمامة” – “أشعر بضيق في التنفس عندما أرتدي الكمامة” كل هذه تعليقات تصاحب ارتداء الكمامات وتزيد أهمية التأكد العلمي من إجابة سؤال: هل تقلل الكمامات من الأكسجين في أجسامنا؟

وهذا ما سعت لتوضيحة دراسة أمريكية حديثة حين أثبتت بالدليل العلمي أمان ارتداء كمامات طبية على مستويات الأكسجين في أجسامنا٬ حتى في الأشخاص المصابون ببعض الأمراض التنفسية.

هذا مع التأكيد بأن ارتداء الكمامات يعتبر من أهم الأسلحة في مواجهة انتشار وباء كوفيد-19 ٬ وهو ما تؤكده المنظمات الصحية العالمية.

تفاصيل الدراسة التي وضحت أمان ارتداء كمامات طبية على الأكسجين بأجسامنا؟

وضحت الدراسة الأمريكية أمان ارتداء كمامات طبية على مستويات الأكسجين بأجسامنا بأن اختبرت 15 طبيب لا يعانون من أمرض تنفسية٬ و 15 شخص من كبار السن الذين يعانون من الانسداد الرئوي المزمن ( COPD) بأعراض شديدة.

طلب الباحثون من كل شخص مشارك في هذه الدراسة المشي لمدة 6 دقائق مع ارتداء كمامة طبية٬ وذلك مع قياس مستويات غازات الدم (الأكسجين وثاني أكسيد الكربون) قبل المشي وبعده مباشرة.

كما تم قياس مستويات الغازات في الدم مع الراحة في الدقيقة 5 والدقيقة 30 من ارتداء كمامات طبية.

ووضحت النتائج عدم وجود تأثيرات لها أي قيمة علمية (clinical significance) في مستويات الأكسجين أو ثاني أكسيد الكربون بفعل ارتداء كمامة طبية محكمة على الوجه.

في مجموعة الأشخاص المصابون ب الانسداد الرئوي المزمن ( COPD)٬ انخفضت مستويات الأكسجين مع المشى كما هو متوقع٬ لكن لم توجد تغيرات فسيولوجية واضحة مع ارتداء الكمامات٬ خاصة فيما يتعلق بتراكم ثاني أكسيد الكربون.

وهذه النتائج توضح أن تأثير ارتداء كمامة طبية (النوع الجراحي) على التنفس ومستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون هو تأثير طفيف لا يذكر٬ حتى في الأشخاص المصابون بمشاكل تنفسية بالغة.

تم نشر هذه الدراسة في دوريات الجمعية الأمريكية للأمراض الصدرية.

يمكن التعرف على أفضل طريقة لارتداء الكمامات في مقال طب اليوم بهذا الرابط: دراسة تحسم الجدل وتوضح درجة كفاءة ارتداء كمامتين معاً في الوقاية من كوفيد-19

بما نفسر الإحساس بضيق التنفس الذي يصاحب ارتداء الكمامات؟

يؤكد رئيس الفريق البحثي لهذه الدراسة أن الإحساس بضيق التنفس الذي يشعر به الاصحاء و يصاحب ارتداء الكمامات لا يعني تأثر مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الجسم.

إنما يمكن تفسيره بأنه يحدث نتيجة لضعف تدفق الهواء داخل الكمامة خاصة في الحالات التي تحتاج لتسارع التنفس مثل أوقات بذل المجهود.

يمكن وصف الإحساس بالضيق الذي نشعر به أحيانا مع ارتداء الكمامات بأنه زيادة في عمل التنفس.

لكن هذا ليس له خطورة ولا يمكنه أن يعرض خلايا الجسم وأعضاءه لمشكلة صحية لأن مستويات الأكسجين التي تصل إليها لا تتغير بشكل يمكنه أن يؤثر عليها٬ كما لا يحدث تراكم لثاني أكسيد الكربون بأي شكل مؤثر.

–نصيحة عن فيروس كورونا (7) | كم من الوقت يكون المريض معدياً؟ ومتى ننهي العزل المنزلي بأمان؟

ويوضح البروفيسير إيرفين رئيس وحدة الأمراض التنفسية في مستشفى ميلبورن الملكي بأستراليا قائلا:

“يكون هناك زيادة في عمل التنفس مع ارتداء الكمامات لكن العديد من الأشخاص لا يفكرون في ذلك مرتين وذلك نتيجة لانشغالهم أو عدم تركيزهم فيه”

“لكن هناك أشخاص يكونون أكثر وعيا بزيادة مجهود التنفس وأكثر تركيزا في طريقة حدوثه٬ مما يؤدي لشعورهم بضيق التنفس الذي يمكن أن يصل إلى إحساس الاختناق”.

ويزيد ارتفاع درجة حرارة الهواء داخل الكمامة الطبية وقت ارتداءها والتوتر العصبي من الإحساس بضيق التنفس٬ كما أن فوبيا الأماكن المغلقة التي يعاني منها بعض الأشخاص تزيد من الشعور بالاختناق”.

وفي ضوء الفائدة الوقائية الواضحة لارتداء الكمامات فإن الإحساس بالضيق أثناء ارتداءها هو شيء يمكننا تقبله خاصة في ظل عدم وجود أمراض تنفسية.

وذلك مع توضيح أن بعض الأبحاث وجدت أن وسيلة التنفس التي تسمى N95 تسبب بعض الزيادة في مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجسم٬ لكن هذه الزيادة لا ترتبط بتأثيرات سلبية على الجسم.

وبالرغم من هذه النتائج٬ لكن التوصيات الطبية تنصح المرضى بحالات تنفسية باتباع نصيحة الطبيب المباشر بخصوص ارتداء الكمامات.

يمكن التعرف على توصيات منظمات الصحة العالمية بخصوص ارتداء كمامات طبية أو كمامات قماش في الحالات والأعمار المختلفة في مقال طب اليوم بهذا الرابط: متى يجب ارتداء الكمامات وما النوع المناسب في كل حالة؟