هل سبب تحور فيروس كورونا في بريطانيا زيادة في خطورة كوفيد-19 أو أثر على كفاءة اللقاحات؟
هل سبب تحور فيروس كورونا في بريطانيا زيادة في خطورة كوفيد-19 أو أثر على كفاءة اللقاحات؟
أجاب البروفيسير ويتي- المستشار العلمي للحكومة الإنجليزية- على هذا السؤال قائلا: ” حاليا لا دليل يشير إلى أن التحور الجديد سبب زيادة في خطورة عدوى كوفيد-10 أو نسب الوفيات بسببها”.
“كما أنه لا دليل أنه أثر على كفاءة لقاحات كورونا أو الطرق العلاجية المتبعة حاليا لهذا المرض”، وذلك مع توضيجه بأن المجهودات العلمية العاجلة موجه حاليا للتأكد من هذا.
وجاءت التصريحات الرسمية البريطانية لتضيف أنه لا دليل يوضح ان التحور الجديد يمكنه أن يزيد من عدد حالات كوفيد-19 التي تحتاج لعلاج بالمستشفيات، وأنه إلى الآن فالمشكلة التي تواجهنا هي زيادة قدرته على الانتشار.
هذا في الوقت الذي أكد فيه سير باتريك فالانس المستشار العلمي البريطاني قائلا: ” أصبح فيروس كورونا بتحوره الجديد أسهل في انتشاره، ولذلك يجب أن نتخذ إجراءات أشد للسيطرة عليه”.
جاء هذا بعد أن صرح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأن التحور الفيروس الجديد (بسبب طفرة وراثية جينية) يمتلك قدرة أعلى على الانتشار، وبنسبة تفوق الأشكال الجينية الأخرى لفيروس كورونا بما يصل إلى 70%.
التحور الجديد..
أعطى العلماء التحور الجديد أو الشكل الفيروسي الجديد رمز VUI-202012/01 ، ولهذا التحور حوالي 23 تغير وراثي جيني (طفرة)، وترتبط العديد من هذه الطفرات بتغير تركيب البروتين السطحي الشوكي لفيروس كورونا.
رمز العلماء لأهم هذه الطفرات وأقواها تأثيرا ب N501Y. وهذا يشير نظريا إلى إمكانية تأثير ذلك على سهولة دخول الفيروس للخلايا البشرية.
حيث أن دخول فيروس كورونا للخلية يحدث من خلال اتحاد هذا البروتين السطحي مع مستقبلات خاصة على سطح الخلية البشرية تسمى ACE2 كما هو موضح بالصورة التالية.
وقد تعمل التغيرات التركيبية في شكل هذا البروتين على زيادة سهولة ارتباطه بمستقبلات الخلايا ويالتالي سهولة انتقال العدوى وانتشارها على نطاق واسع، وهو ما أعلنت عنه التصريحات البريطانية بالفعل.
حيث أكد سير باتريك فالانس يوم السبت أن الدراسات التحليلية العلمية قد وضحت قدرة زائدة للتحور أو السلالة الفيروسية الجديدة على الانتشار والانتقال بين البشر بشكل سبب تزايد أعداد الحالات بسرعة أكبر من توقعنا.
ظهر هذا التحور البريطاني في بريطانيا سبتمبر الماضي، وبحلول نوفمبر كان مسؤولا عن حوالي 28% من حالات كوفيد-19 في لندن، وفي ديسمبر أصبح السبب في 62% من الإصابات في العاصمة لندن.
ويخبرنا هذا بأن التحور الجديد لا يتحرك وينتقل بسرعة عالية فقط، لكنه يتخذ سلوكا نحو أن يكون هو الشكل الفيروسي السائد ويحل محل غيره من الاشكال الفيروسية التي عرفناها منذ بدء الوباء.
التحورات والتغيرات الجينية الفيروسية..
تعتبر التحورات والتغيرات الجينية عمليات طبيعية ومتوقعة علميا تحدث في الفيروسات مع تكاثرها وانتقالها بين البشر، فهي في الحقيقة عبارة عن أخطاء متوقعة في نسخ الشفرات الوراثية الذي يحدث مع التكاثر الفيروسي.
لكن العلماء يراقبون عن كثب هذه التغيرات ويتأكدون من تأثيراتها باستمرار تحسبا لظهور أي طفرة أو تحور مؤثر يؤدي لظهور سلالة جديدة مختلفة الخواص، كما حدث في بريطانيا مؤخرأ.
وقد كانت الطفرة التي ظهرت في حيوان المنك في مزارع الدنمارك من التحورات الهامة التي سببت قلقا مؤخرا ولا زالت الدراسات تجري للتأكد من تأثيراتها بعد أن ظهرت نتائج مطمئنة مؤخرا.
كما أعلنت دولة جنوب أفريقيا بتاريخ 18 ديسمبر عن ظهور تحور جديد قد يرتبط بالموجة الوبائية الثانية في أراضي البلاد.
في حالة فيروس كورونا المسبب لكوفيد-19، فإن التحورات تحدث بمعدل 1-2 تحور في كل شهر عالميا، وذلك بحسب أخصائيو اللجنة العلمية للدراسة الجينية لكوفيد-19 في بريطانيا COG-UK.
إقرأ أيضا..
- لقاح مودرنا ضد كورونا ينال الترخيص الأمريكي بعد أسبوع من ترخيص لقاح فايزر، فما الفارق بينهما؟
- فيروس كورونا: تحور فيروسي جديد في جنوب افريقيا قد يكون السبب وراء الموجة الوبائية الثانية
- الحقيقة وراء لقاح كورونا الأسترالي الذي سبب نتائج إيجابية كاذبة لفيروس نقص المناعة البشرية
- شرح مبسط لتغيرات أشعة الصدر ودورها في تشخيص عدوى كوفيد-19 بحسب التوصيات البريطانية