الأخبار الطبيةكوفيد-19

اللقاحات الصينية ضد كورونا: بدأت بالفعل في استخدامها، فكيف تعمل؟ وإلى أين وصلت دراساتها؟

اللقاحات الصينية ضد كورونا: بدأت بالفعل في استخدامها، فكيف تعمل؟ وإلى أين وصلت دراساتها؟

رخصت الصين بالفعل العديد من اللقاحات الصينية ضد كورونا للاستخدام الطارئ داخل الاراضي الصينية، وتم حقن حوالي مليون مواطن صيني بأحد هذه اللقاحات.

تطور الصين حوالي 5 لقاحات ضد كورونا من 4 جهات مطورة للقاحات، وتعتمد أغلب هذه اللقاحات على تقنيات تقليدية لتطوير اللقاحات مثل استخدام فيروس تم إضعافة ونزع قدرته على التكاثر.

وهذا يعطيها بعض المزايا عند مقارنتها باللقاحات ذات التقنيات الجديدة، فمثلا بعض هذه اللقاحات الصينة يمكن أن يتم تخزينه في المبردات العادية  ولا يحتاج للتجميد مثل لقاح فايزر ولقاح مودرنا.

ما زال مبكرا أن نحكم عليها..

لقد تم نشر نتائج لدراسات أغلب اللقاحات الصينية في دوريات ومجلات علمية عالمية مرموقة، وسُمح للمجتمع العلمي حول العالم بمراجعتها وتحليلها التأكد من صحتها مما يجعل بالإمكان أن نضع ثقتنا فيها.

ولكن إلى الآن ما زال مبكرا أن نحكم عليها الحكم النهائي، حيث أنه لم يتم بعد نشر نتائح المرحلة الأخيرة الموسعة من نتائج دراسات هذه اللقاحات والسماح بتقييمها.

ولا يمكن اعتبار الترخيص الطاريء للقاحات الصينية في الصين أو ترخيص لقاح سينوفارم الذي تم في الإمارات والبحرين إلا كامتداد للمرحلة الأخيرة من دراسات اللقاح وليس ختم ترخيص يؤكد فعالية الأمان والكفاءة.

يجب أن يتم الاستمرار في ملاحظة كل من يتم حقنه بهذه اللقاحات  لاستبعاد حدوث آثار جانبية والتأكد من الحصول على مناعة كافية.

وفي حالة اكتشاف أي آثار جانبية يتم ربطها باللقاح فسيؤدي ذلك إلى إيقاف التجارب وتوزيع اللقاح.

تحتاج دراسات اللقاحات المختلفة لوقت كاف للتأكد من ضعف احتمالات حدوث مضاعات جانبية طويلة المدى (تحدث بعد فترة طويلة)، وليس فقط لأعداد كبيرة وكافية من المتطوعين.

ما هي الشركات الرائدة  المطورة للقاحات الصينية التي بدأ استخدامها؟ وماذا يعرف العالم عنهم؟

سينوفارم..

سينوفارم هي شركة وطنية صينية تعمل في مجال الأبحاث وتصنيع اللقاحات وتوزيعها، وقد طورت بالفعل عددا من اللقاحات والأدوية التي رخصتها وكالة الغذاء والأدوية الأمريكية  وأوروبا من قبل.

تطور سينوفارم لقاحان ضد كوفيد-19، وكلاهما يعتمد على تقنية الفيروس الذي تم إضعافة ونزع قدرته على التكاثر، وكلاهما يستخدم نفس طريقة الإضعاف ويستعين بمحفزات مناعية في تحضيره.

نجح لقاحا سينوفارم في استكمال المرحلة الأولى والثانية من تجاربهما على المتطوعين بنتائج جيدة ومشجعة،وكان رد الفعل المناعي في المتطوعين جيدا.

وتم تسجيل بعض الآثار الجانبية التي كانت بسيطة وتحسنت سريعا ومن أهمها: الألم في مكان الحقن وارتفاع درجة حرارة الجسم.

هذا وقد شاركت عدة دول عربية في دراسات المرحلة الثالثة لهذين اللقاحين حاليا في ; الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية والبحرين والأردن.

وبالرغم من عدم استكمالها ونشر نتائجها بعد فقد تم توزيع اللقاحين ونشرهما في الصين تحت تصنيف الترخيص الطارئ.

هذا وقد منحت دولة الإمارات العربية التي تجري فيها من مراحل دراسات إحدى لقاحي سينوفارم في سبتمبر الماضي ترخيص استخدام طاريء لهذا اللقاح، وتلتها في ذلك دولة البحرين.

وبالرغم من هذا الاستخدام المبكر غير الاعتيادي داخل وخارج الصين، إلا أن المرحلة الثالثة من دراسات اللقاح لا تزال في حاجة لاستكمالها للتأكد من كفاءته وأمانه على المدى البعيد.

سينوفاك..

سينوفاك لعلوم الحياة هي شركة خاصة صينية تعمل في مجال الأبحاث وتطوير اللقاحات البشرية والحيوانية. وقد قد طورت ونجحت في توزيع  6 لقاحات للبشر من قبل ولقاح واحد للحيوانات.

أطلقت سينوفاك على لقاح كورونا الذي تطوره اسم كورونافاك CoronaVac، وهو لقاح يعتمد على إضعاف فيروس كورونا ونزع قدرته على التكاثر، وأضيفت له بعض المحفزات المناعية.

أظهر لقاح سينوفاك نجاحا في مرحلة دراساته الأولى والثانية، حيث اتضح أنه يحفز رد فعل مناعي جيد ولم تظهر له مضاعفات شديدة.

وبناء على ذلك بدأ لقاح سينوفاك في مراحل تجاربه الثالثة التي تجري في البرازيل وإندونيسيا وتركيا.

إتفقت  إندونيسيا مؤخرا أن تتسلم إجمالي 18 مليون جرعة من هذا اللقاح خلال عامنا الحالي، لتبدأ بها حملات التطعيم الموسعة.

كانت البرازيل قد أعلنت في أكتوبر أن لقاح سينوفاك أثبت أمانه، ولكن وفاة أحد المتطوعين بعدها سببت توقف الدراسات بأمر السلطات البرازيلية.

وعادت الدراسات بعدها سريعا بعد إعلان المؤسسة البرازيلية المسؤولة عن الدراسات بأن الوفاة لم تكن متعلفة باللقاح.

بالرغم من عدم انتهاء دراسات لقاح سينوفاك الصيني إلا أإنه قد منح ترخيص الاستخدام الطاريء في الصين منذ يوليو 2020، ومن المتوقع أن تظهر نتائج دراسات المرحلة الأخيرة في غضون الأيام المقبلة.

كانسينو..

طورت شركة كانسينو الصينية لقاحها بالتعاون الأكاديمية الصنية العسكرية للعلوم، واستخدم هذا اللقاح تقنية حامل فيروسي أدينوفيرس، وهي نفس التقنية التي يستخدمها لقاح أكسفورد واللقاح الروسي.

يستخدم العلماء في هذه التقنية حامل فيروسي، وهو عبارة عن فيروس غير خطير من نوع أدينوفيرس الذي يسبب نوبات البرد البسيطة العادية.

يتم قطع جزء من السلسلة الجينية للحامل الفيروسي واستبدالها بشفرة جينية تحمل أوامر تكوين البروتين السطحي الشوكي لفيروس كورونا كما هو موضح بالصورة التالية.

تقنية الحامل الفيروسي أدينوفيرس في تطوير اللقاحات
تقنية الحامل الفيروسي أدينوفيرس في تطوير اللقاحات

أنهى لقاح كانسينو مرحلة تجاربه الثانية بنجاح، وبدأت المرحلة الثالثة من دراساته في أغسطس الماضي، والتي تشارك فيها المملكة العربية السعودية.

وفي وقت سابق-في يوليو الماضي- كانت الصين قد منحت لقاح كانسينو ترخيص الاستخدام على أراضيها.

ولا يزال العالم في انتظار استكمال دراسات المرحلة الأخيرة للقاحات الروسية الرائدة ونشرها، حيث أنها الطريقة الوحيدة التي يمكن عن طريقها تقييم اللقاح من قبل المنظمات العالمية والتاكد من كفاءته وأمان استخدامه على المدى البعيد.

إقرأ أيضا..

  • دراسات لقاح كورونا: مقارنة بين تقنياتها المختلفة 
  • 3 اعتبارات لا يمكن تجاهلها عند اتخاذ قرار أخذ لقاح كورونا..كيف يمكن المفاضلة بين اللقاحات المختلفة؟
  • إعلان نتائج دراسات لقاح سينوفارم التي تشارك فيها دول عربية; الإمارات ومصر والبحرين والأردن
    اللقاحات ضد الأمراض: هل نصدق التحذيرات المخيفة ضدها؟ وماذا عن المشاركة في تجاربها؟

موضوعات قد تهمك