أبحاثالأخبار الطبيةكوفيد-19

فيروس كورونا وأخبار سعيدة عن المناعة بعد التعافي: الأجسام المضادة الواقية تبقى لفترات طويلة..

أشار العلماء في تقرير حديث إلى أن الأجسام المضادة الواقية من عدوى فيروس كورونا والتي تتكون في أجسام المتعافين تستمر لفترات أطول مما سجلته التقارير السابقة.

أعلنت أيسلندا يوم الثلاثاء الماضي عن نتائج إختبارات موسعة ودقيقة على أكثر من 30,000 شخص، جاء في هذه النتائج أن الأجسام المضادة الواقية ضد فيروس كورونا تبقى على الأقل لمدة 4 أشهر في أجسام المتعافين.

وتعتبر هذه الدراسة أكبر دراسة موسعة تم إجراؤها إلى الآن لبحث استمرار وجود المكونات امناعية الواقية ضد فيروس كورونا بعد التعافي من العدوى.

وتعتبر هذه النتيجة خبرا جيدا يبشر بإمكانية تكون مناعة طويلة بعد الحقن باللقاحات المطورة ضد فيروس كورنا،  فمما يبدو عليه أن المناعة ضد فيروس كورونا لا تتلاشى بسرعة كما اشارت  الدراسات الأولية.

يعتبر التساؤل العلمي عن مدة المناعة التي تتكون بعد العدوى بفيروس كورونا من أهم الحقائق المتعلقة بالفيروس والتي سعى العلماء لكشفها منذ  بداية الوباء.

الأجسام المضادة هي بروتينات مناعية يشير وجودها إلى تكون مناعة بعد التعرض للفيروس أو اللقاح المطور ضده.

وفي حالة بقاءها بمستويات كافية فإن ذلك يمكن أن يحمي الجسم،  ويمكن الجهاز المناعي من القضاء على الفيروس ومنعه من التسبب بالمرض إذا واجهه مرة أخرى.

جاء في التقارير والدراسات السابقة..

 

أشارت  التقارير السابقة التي نشرت في منتصف الصيف الحالى-وكان مصدرها مناطق عدة في العالم- إلى أن مستويات الأجسام المضادة  تكون أقل كلما قلت حدة المرض.

وزاد بعضها بأن أشار إلى عدم تكون أجسام مضادة نهائيا في الحالات التي لم يظهر عليها أعراض.

وفي نفس السياق فقد أشار بحث كانت مدة دراستة شهر واحد إلى أن الأجسام المضادة تتناقص بوضوح في  المتعافين بعد عدوى ذات أعراض بسيطة أو عدوى ذات أعراض شديدة.

مما رفع الاحتمالات  التي تقول بأن المناعة السائلة (بالأجسام المضادة وغيرها) التي تتكون بعد عدوى فيروس كورونا ذات عمر قصير ولا يمكن الاعتماد عليها في الوقاية من تكرر العدوى.

 

جاء في التقرير  الجديد المنشور في المجلة العلمية المرموقة “نيو إنجلاند”..

 

تضمنت الدراسة التي تم إجراؤها في أيسلندا القيام بعمل اختبارات لمستويات الأجسام المضادة ل  30000 شخص، وقد إجراء اختبارات لفيروس كورونا ل 15% من مواطني أيسلندا مما يعزز القدرة على تحليل النتائج.

تم سحب عينات من أشخاص بالمستشفيات والمنازل والمخالطين الذي سبق وتعرضوا لحالات مريضة، ليتم إجراء اختبارين للكشف عن مستويات الأجسام المضادة يتميزان بالدقة العالية.

وبالإضافة لدقة أنواع التحليلات المستخدمة فإنها تمتلك قدرة على رصد أنواع متعددة من الأجسام المضادة التي يحفز تكوينها البروتينات السطحية المختلفة لفيروس كورونا.

وأضيف لتحليلات الأجسام المضادة تحليلات للكشف عن البروتينات الفيروسية المختلفة، وتحليل للكشف عن الحمض النووي الفيروسي(PCR).

وتمت متابعة الأشخاص الذين تضمنتهم الدراسة بالتحليلات الدقيقة لمدة أربعة أشهر كاملة على عكس الدراسات السابقة التي اكتفت بشهر واحد من المتابعة والتحليل.

نتائج الدراسة..

1-وجدت الدراسة أن 56% من الأشخاص الذين تم رصد أجسام مضادة في عيناتهم  كانت تحليلات الحمض النووي لهم إيجابية مما يوضح أن تحليلات الأجسام المضادة أقدر على تحديد التعرض للعدوى في المجتمع.

2-وجد أن حوالي الثلث من حالات العدوى التي تم رصدها كانت لأشخاص لا يعانون من أية أعراض.

3-وضحت الطريقة الدقيقة للدراسة نسبة الوفيات الحقيقية التي تسببها عدوى فيروس كورونا في أيسلندا وكانت 0.3%.

4-وجد أن الأجسام المضادة كانت أعلى في البالغين الكبار و الأشخاص الذين احتاجوا لرعاية بالمستشفى، وكانت أقل في المدخنين والنساء والأشخاص ذوي الأعراض البسيطة.

 

5-لكن أهم النتائج التي وجدتها الدراسة كانت:

أن مستويات الأجسام المضادة كانت ثابتة طيلة فترة الدراسة طوال الأربعة أشهر بالشكل المناسب.

 

وقدم الباحثون تفسيرا للنتيجة المخالفة للدراسات السابقة، فعزوا اختلافها إلى مشكلات في النتائج البحثية  تتعلق بوقت سحب العينة.

حيث أنه من المعروف علميا أن تكون الأجسام المضادة بعد العدوي يمكن تقسيمه إلى موجتان:

الموجة الأولى:

الفترة الأولى من العدوى تتميز بتكون خلايا مناعية ذات عمر قصير تفرز الأجسام المضادة بغزارة عالية، وتتلاشى سريعا بعد انتهاء العدوى الحادة.

وبالتالي تقل الأجسام المضادة نسبيا بتلاشي هذه الخلايا المناعية قصيرة العمر وانتهاء الموجة الأولى.

الموجة الثانية:

ولكن يتبع هذا التلاشي تكون خلايا مناعية ذات عمر طويل  بعدد أقل وتفرز الأجسام المضادة بغزارة أقل، ولكن الصفة الهامة التي تميزها هو عمرها الطويل الذي يمنح الشخص مناعة طويلة الأمد أو دائمة.

لذلك فإن سحب العينة لتحليل الأجسام المضادة سريعا بعد انتهاء العدوى يمكنه أن يظهر تلاشيا سريعا في مستويات الأجسام المضادة، ويكون هذا مجرد التلاشي الطبيعي للموجة الأولي الذي تتبعه الموجة الثانية الدائمة.

وهذا ما تلافته الدراسة الجديدة التي أجريت في ايسلندا بتتبع التحليلات لمدة أشهر أربعة كاملة، فأعادت آمال العلماء التي تتطلع لتكون مناعة طويلة بعد العدوى.

موجات تكون الأجسام المضادة بعد العدوي
موجات تكون الأجسام المضادة بعد العدوي
Source: nejm

ومما يجدر الإشارة إلية أنه لا زال يلزمنا دراسات أخرى للتأكد من كفاءة الأجسام المضادة التي تم رصدها في الوقاية من العدوى منع تكررها.

بالإضافة لدراسات أخرى عن دور مكونات المناعة الأخرى في الحماية من هجوم فيروس كورونا.

موضوعات قد تهمك